عمر أوزياد – أزيلال
في مشهد يعكس المعاناة اليومية لسكان المناطق الجبلية المعزولة، يخوض سكان زاوية سيدي عزيز بجماعة تاكلفت اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر قيادة تاكلفت، مطالبين بتوفير أبسط مقومات الحياة: طريق معبدة تربطهم بالعالم الخارجي.
وتعيش المنطقة حالة من العزلة القاسية نتيجة غياب بنية تحتية ملائمة، ما جعل التنقل تحدياً كبيراً، خاصة خلال فصل الشتاء حيث تتفاقم المعاناة بسبب الأحوال الجوية السيئة.
هذا الوضع يضع السكان أمام تحديات يومية، إذ يصبح الوصول إلى الخدمات الأساسية كالتعليم، الصحة، والأسواق أمراً شبه مستحيل، حيث أعرب المحتجون عن استيائهم الشديد من تجاهل مطالبهم لعقود رغم بساطتها وأهميتها القصوى لحياتهم اليومية.
مطالب مشروعة واستياء من المسؤولين
عبر المحتجون عن إحباطهم من غياب أي مبادرات جادة لحل هذه المعضلة، متهمين المسؤولين المحليين بعدم الوفاء بالتزاماتهم تجاه السكان.
وقال أحد المعتصمين: “هذه المطالب ليست جديدة، طرقنا جميع الأبواب وتوجهنا لكل الجهات، لكننا لم نجد سوى الآذان الصماء، هذه العزلة تجعل حياتنا صعبة في جميع الجوانب”.
وأمام هذا الوضع، وجه المعتصمون نداءً مباشراً إلى عامل الإقليم محمد بنخيي، مطالبين إياه بالخروج من مكتبه الدافئ والنزول إلى الميدان لسماع معاناتهم.
وأكدوا أن العامل أُرسل إلى هذا الإقليم ليتحمل مسؤولية حل مشاكل رعايا صاحب الجلالة الذين اؤتمن عليهم، وليس ليختار الصمت والانضمام إلى قائمة القاعدين عن أداء واجبهم.
الأمل في استجابة سريعة
ورغم سنوات المعاناة، لم يفقد السكان الأمل في استجابة الجهات المعنية، حيث قال أحد المعتصمين: “ما نطلبه ليس مستحيلاً، نريد فقط طريقاً يربطنا بالعالم الخارجي ويجعل حياتنا أكثر إنسانية”.
ويأمل سكان زاوية سيدي عزيز أن يتم التجاوب مع مطالبهم العادلة وأن يساهم تدخل المسؤولين في رفع التهميش عنهم، بما يضمن تحقيق الكرامة والعيش الكريم لمئات الأسر التي تعاني في صمت.
رسالة إلى المسؤولين
يبقى صوت هذه الاعتصامات بمثابة صرخة موجهة إلى المسؤولين، بأن الوقت قد حان لوضع حد للإهمال والنزول إلى الميدان لمعالجة المشاكل العالقة.
فالسكان ينتظرون من عامل الإقليم بنخيي ومن كافة الجهات المعنية تحركاً عاجلاً يضمن لهم حقوقهم الأساسية في حياة كريمة، بعيداً عن الشعارات التي لا تترجم إلى أفعال على أرض الواقع.

تعليقات الزوار