العمدة الرميلي تعتمد سياسة “الطعارج” للتغطية على سوء تدبير مشاكل الدار البيضاء

هبة زووم – الدار البيضاء
أثارت عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، موجة من الجدل الكبير بعد إشرافها على توزيع “الطعارج” خلال أمسية ثقافية رمضانية في المركز الثقافي الكبير في الحي الحسني، في وقت يمر فيه سكان العاصمة الاقتصادية بأزمات تنموية خانقة، ويواجهون تأخرًا كبيرًا في تنفيذ المشاريع الحيوية.
لم يتوقف الجدل عند هذا الحد، بل امتد إلى انتقادات واسعة للتسيير الذي تتبعه الرميلي وفريقها في المجلس الجماعي. حيث اتهمها البعض بتفضيل تنظيم الأنشطة الرمزية، مثل توزيع “الطعارج” في المناسبات الثقافية، على حساب معالجة القضايا الأساسية التي تهم سكان المدينة. ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه الدار البيضاء من تدهور ملحوظ في البنية التحتية، وبطء في تنفيذ المشاريع التنموية، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الأولويات حقيقية أم مجرد محاولات لصرف الأنظار عن الأزمات الحقيقية.
وتتسع دائرة الانتقادات لتطال أيضاً ما اعتبره البعض تفضيلًا لبعض “الحيتان الكبيرة” داخل مجلس المدينة، والذين يحصلون على امتيازات وعطايا، بينما تعاني ساكنة الدار البيضاء من نقص في الخدمات الأساسية.
ويطالب المواطنون بتحديد الأولويات بشكل منطقي وواقعي، حيث كانوا ينتظرون المزيد من الاهتمام بالقضايا اليومية مثل تحسين الطرقات، الرفع من جودة النقل، والنظافة، وليس مجرد فعاليات رمزية لا تعكس تطلعاتهم.
ولم تمر الصور المتداولة من النشاط الرمضاني دون أن تثير موجة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي. عبّر العديد من رواد الإنترنت عن استيائهم من “سياسة الأولويات الغريبة” التي تنتهجها العمدة، واعتبروا أن ذلك ليس سوى محاولة لتغذية الجدل الإعلامي بعيدًا عن القضايا التي يعاني منها المواطنون.
وقال البعض إنه بدلاً من تنظيم مثل هذه الأنشطة، كان من الأفضل تخصيص الموارد لتحريك عجلة المشاريع المتوقفة والتي لا تزال تنتظر الحلول الجذرية.
في ظل هذه الأوضاع، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستستجيب العمدة لانتقادات المواطنين وتعيد ترتيب أولوياتها؟ أم أن الجدل حول تدبيرها سيستمر ويؤثر على صورتها في المستقبل؟
ففي وقت تحتاج فيه مدينة الدار البيضاء إلى حلول فعلية وعاجلة، يبدو أن مجلس الرميلي لا يزال يركز على الأنشطة الرمزية، التي لا تعالج المشاكل الجوهرية التي تثقل كاهل البيضاويين.
من المؤكد أن الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت العمدة ستأخذ هذه الانتقادات بعين الاعتبار، وهل ستبدأ في تنفيذ إصلاحات حقيقية للنهوض بالعاصمة الاقتصادية وتحسين حياة سكانها.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد