هبة زووم – أحمد الفيلالي
تعيش مجزرة جماعة البروج على وقع مشاهد صادمة ووضع كارثي يعكس تدهوراً صحياً خطيراً، فقد كانت المجزرة، التي يفترض أن توفر بيئة صحية وآمنة لتذبح فيها الحيوانات، تعاني من غياب أبسط الشروط الصحية.
اللحوم تعرضت للميكروبات في ظل بيئة ملوثة، حيث تنتشر الكلاب الضالة التي تنهش بقايا الحيوانات وكأنها مشهد من فيلم رعب حقيقي.
الغريب أن هذه المجزرة تقع في جماعة البروج، إحدى أغنى الجماعات الفلاحية بالجهة، ولكنها تعاني من تدهور واضح في بنيتها التحتية وغياب المرافق العمومية الأساسية.
لا يوجد حتى ربط شبكة الصرف الصحي، وهو أمر غير مقبول في وقت يُفترض فيه أن تتوفر هذه الجماعة على الحد الأدنى من مرافق الخدمات الأساسية.
مسؤولية الوضع المزري تتحملها بشكل كبير الجماعة المحلية والمجلس الجماعي للبروج، حيث لم يتحركوا لإصلاح الأوضاع أو تحسين الظروف الصحية.
كما أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يتحمل جزءاً من المسؤولية، خاصة أنه يواصل المصادقة على اللحوم المذبوحة في هذه الظروف الصحية غير الآمنة.
المفارقة تكمن في أن المجلس الجماعي للبروج يواصل استخلاص رسوم الذبح من المواطنين دون أن يراعي ضرورة توفير مجزرة عصرية تلبي معايير السلامة الصحية.
وهذه الوضعية تطرح أكثر من تساؤل: هل هناك إرادة حقيقية لتحسين الوضع أم أن هذا الحال سيستمر دون أي تحسن يذكر؟
تحتاج المدينة إلى تدخل سريع، فحياة المواطنين وسلامتهم الصحية تتعرضان للخطر، ولا ينبغي أن تستمر هذه الأوضاع الكارثية دون معالجة جادة وفعالة.

تعليقات الزوار