سعيد الناصري بين تبرير الأموال الضخمة وتهم التورط في شبكة تهريب: هل يستفيد الوداد أم تغسل الأموال؟

هبة زووم – الدار البيضاء
جلسة مثول سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي، أمام المحكمة كشفت عن مشهد معقد يتداخل فيه عالم الرياضة مع شبهة تورط في ملفات مالية وقضائية جد خطيرة.
الناصري حاول تبرير المبالغ المالية الضخمة التي وُجدت في حسابيه البنكيين، مؤكداً أن هذه الأموال صرفت “لفائدة الفريق الأحمر”، مستعرضاً دعم رجال الأعمال وتحويلات مالية هامة بلغت أزيد من 5 مليارات سنتيم لجمعية الوداد و32 مليون درهم لشركة النادي خلال ثلاث سنوات فقط.
لكن هذا التبرير لا يطفئ ظلال الشك، خصوصاً وأن المحكمة لم تكتفِ بما قدمه الناصري، بل واجهته بمحاضر استماع تتضمن اتهامات خطيرة لرجل يُلقب بـ”إسكوبار الصحراء”، الذي زعم تورط الناصري في تلقي مبالغ ضخمة للمشاركة في تحضير عملية تهريب كبيرة من مخدر الشيرا.
الإنكار المتكرر من الناصري لوجود أي علاقة بهذه الأسماء أو بالعملية نفسها، يطرح أكثر من سؤال: هل تبرير الأموال المتدفقة عبر حساباته مجرد غطاء قانوني لإخفاء عمليات مالية مشبوهة؟ وهل تدبير نادي بحجم الوداد يمكن أن يبرر حركة مالية ضخمة بهذه الأرقام دون وجود رقابة صارمة؟
وفي تفصيل جانبي مثير، تصاعدت الأجواء أكثر عندما تطرق الناصري إلى الاتهامات الشخصية التي وجهتها له الفنانة لطيفة رأفت بخصوص عرضه خواتم عليها، وهو ما نفاه جملة وتفصيلاً، معتبراً الاتهامات “كذباً” ومطالباً بالكشف عن محضر استماعها أمام قاضي التحقيق، في محاولة واضحة لتحويل الجلسة إلى ساحة لصراعات شخصية تشتت الانتباه عن القضايا الجوهرية.
هذه القضية لا تعكس فقط أزمة تدبير مالي وإداري في أحد أكبر الأندية المغربية، بل تمثل استعراضاً مقلقاً للعلاقات المشبوهة التي قد تربط بين الرياضة، المال، والجريمة المنظمة، خصوصاً في غياب شفافية حقيقية ورقابة صارمة على الموارد المالية للأندية.
وتظل النقطة الأهم: كيف يمكن أن يستمر وجود مثل هذه الأموال الضخمة المتدفقة في حسابات شخصية لأشخاص يديرون مؤسسات رياضية عامة، دون أن تثير شكوك السلطات المختصة؟ وهل ستحقق العدالة بما يضمن كشف كل الحقائق أم أن هذه الملفات ستظل محاطة بالغيوم والضبابية؟
إن هذه القضية هي دعوة صريحة للمؤسسات الرياضية، القضائية والرقابية، للعمل بجدية وشفافية، وضمان أن تكون الرياضة المغربية نظيفة من كل مظاهر الفساد المالي والإداري.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد