هبة زووم – علال الصحراوي
أكادير في عهد أمزازي – كغيرها من المدن المنسية – تحولت إلى نقطة بداية “ثورة صامتة”، ثورة لا تحمل السلاح، بل ترفع صوتها ضد الإقصاء، ضد التوزيع غير العادل للثروات، وضد سياسة ترحيل الأزمات على حساب الهامش.
أكادير ليست مجرد نقطة على الخريطة، هي مدينة تاريخية ارتبط اسمها بالمقاومة والكرامة الوطنية، لكن ما يثير الغضب اليوم هو أن هذه الأرض التي أنجبت أبطال التحرر تحولت فجأة إلى “محطة إنزال” لسياسات مركزية عمياء.
ساكنة المدينة ترى أن ما يحدث ليس صدفة ولا مجرد “إجراء عابر”، بل جزء من سياسة ممنهجة في ظل خدمات متردية أصلاً تتعرض لمزيد من الضغط، واحتقان شعبي يتزايد يوماً بعد يوم.
المشهد لا يخص أكادير وحدها، بل هو جزء من سياسة عامة تتعامل مع المرضى لكن هذا المنطق قصير النظر، فالمجتمعات المحلية، حين تُترك لمواجهة الوضع وحدها، تبدأ في الغليان. والغليان إذا لم يُسمع، يتحول إلى انفجار، فلماذا تُحمَّل المدن الهشة فوق طاقتها دون استشارة ساكنتها؟
كيف يمكن لمستشفى إقليمي يعجز عن خدمة سكانه أن يستوعب أعداداً إضافية من الجماعات المحلية؟ ما مصير أبناء أكادير الذين ينتظرون التشغيل والسكن والعدالة الاجتماعية؟ أين هي البرامج التي وعدت بها الحكومة حول إدماج المهاجرين في سوق الشغل والتعليم؟
أليس هذا حال الكثيرين عندنا؟ يتغنون بالوطنية، يلبسون ربطات عنق ” الإخلاص”، ويجلسون أمام الكاميرات يتحدثون عن مصلحة الشعب، بينما في الخفاء يضخمون أرصدتهم، يلهون الرأي العام، ويتركون المواطن البسيط مثل تلك الفرنسية: مبهورة أولاً، منهوبة في الحدود ومتورطة في النهاية.
الجدل حول إدارة أمزازي لأكادير يطرح تساؤلات أعمق عن التوازن بين المركزية واللامركزية، فهل سينجح في الخروج من جلباب أخنوش لوضع حد لتهميش المدينة، أم أن قدر أكادير، في عهده، ستستمر كمدينة تاريخية تُعاني من الإهمال وسط صمت رسمي؟
تعليقات الزوار