هبة زووم ـ ليلى البصري
كلنا نعرف أن للرحمن عرش، ((رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ…)) غافر 15، لكن مذا نعرف بالظبط عن هذا العرش العظيم؟
روى الإمام الصادق شيخ بني هاشم، جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أنه قال: في العرش تمثال جميع ما خلق الله تعالى في البر و البحر، و قال: و هذا تأويل قوله تعالى: (( وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ عٍنْدَنا خَزائٍنُه… )) الحجر 21. وإنّ لبَيْن قائمة العرش و القائمة الثانية لخفقان الطير المسرع ثمانين ألف عام؛ و العرش يُكْسىٓ كل يوم سبعين ألف لون من النور، لا يستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق الله تعالى، و الأشياء كلها في العرش كحلقة ملقاة في فلاة.
و إن لله مَلَكاً يسمى حزقيال له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح مسيرة خمسمائة عام، فخطر له خاطر، هل يقدر أن ينظر إلى العرش! فزاده الله من الأجنحة مثلَها، فكان له ستة و ثلاثون ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح مسيرة خمسمائة عام، ثم أوحى الله تعالى إليه: أيها الملك، طِرْ… فطار مقدار عشرين ألف سنة فلم يبلغ قائمة من قوائم العرش.
ثم ضاعف الله تعالى له في الأجنحة و القوة، و أمره أن يطير، فطار مقدار ثلاثين ألف سنة، فلم يبلغ ر أس قائمة من قوائم العرش! فأوحى الله تعالى إليه: أيها الملك، لو طرت إلى أن يُنْفخ في السور مع أجنحتك و قوتك ما تبلغ ساق عرشي. فقال الملك: سبحان ربي الأعلى، فأنزل الله سبحانه و تعالى: (( سَبّح اسْمَ رَبّكَ الأعلى… ))الأعلى 1 فقال النبي ﷺ: اجعلوها في سجودكم.
و قال كعب الأحبار، ( كعب بن ماتع الحميّري اليمني المكنى كذلك بأبي إسحاق ): لمّا خلق الله تعالى العرش، قال: لم يخلق الله تعالى شيئاً أعظم مني، فاهتز، فطوقه الله بحية لها سبعون ألف جناح، في كل جناح سبعون ألف ريشة، في كل ريشة سبعون ألف وجه، في كل وجه سبعون ألف لسان يخرج من أفواهها كل يوم من التسبيح عدد قطر المطر و ورق الشجر و عدد الحصى و الثرى و عدد أيام الدنيا و الملائكة أجمع… فالتفّت الحية بالعرش، فالعرش إلى نصف الحية و هي ملتوية.
أما الكرسي، فقد قال عنه الله تعالى: ((وَسٍعَ كُرْسِيّهُ السّماواتِ و الأَرْضَ)) البقرة 255، و روي عن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن رسول الله ﷺ أنه قال: ” الكرسي لؤلؤة طولها حيث لا يعلمه العالمون، و قد جعل الله آية الكرسي أماناً لأهل الإيمان من شر الشيطان”.
لا إله إله انت سبحانك، لا نحسن ثناءً عليك، كما أثنيت على نفسك.