خريجة كلية الطب بجامعة سانت جورج تقدّم توجيهات مفيدة حول الوقاية من سرطان عنق الرحم

هبة زووم – الرباط
وفقاً لدورية الأمراض المعدية، فإن 9,930 فرداً من أصل 19,500 سيدة تم تشخيص إصابتهن بسرطان عنق الرحم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استسلمن للمرض خلال فترة 12 شهراً، وهو ما يمثل معدل وفيات مرتفع يصل إلى 50% بين المرضى. وعلى الصعيد العالمي، يحتل سرطان عنق الرحم المرتبة الرابعة بين أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، حيث يتم الإبلاغ عن 604 آلاف حالة جديدة و342 ألف حالة وفاة مرتبطة بالمرض سنوياً. ومع ذلك، فإن هناك بصيص من الأمل بفضل إمكانية الوقاية من ما يصل إلى 93% من حالات سرطان عنق الرحم من خلال التدابير والتدخلات المناسبة، وفقاً لما تؤكده مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض.
وفي هذا الخصوص، تقدم أخصائية الطب التكاملي الدكتورة دانا كوهن، خريجة كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا، نصائح حول كيفية الحد من مخاطر هذا المرض الفتاك من خلال الممارسات اليومية للتعافي.
أسباب سرطان عنق الرحم وعوامل الخطر
قبل أن نغطي التدابير الوقائية المهمة التي يمكن للنساء اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، من المفيد التعرف على الأسباب وعوامل الخطر التي تساهم في الإصابة بالمرض. إن السبب الأبرز لسرطان عنق الرحم هو الإصابة المستمرة بأنواع عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهي عدوى فيروسية تسبب نمو الجلد أو الغشاء المخاطي (الجلد الرقيق الذي يغطي السطح الداخلي لأجزاء من الجسم). وعلى الرغم من انتشار فيروس الورم الحليمي البشري، فإن معظم حالات العدوى بهذا الفيروس تشفى بشكل طبيعي دون التسبب في ضرر كبير.
ولكن الفيروس يستمر في بعض الحالات، ويمكن أن يؤدي إلى تغيرات في خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم. يبدأ سرطان عنق الرحم عندما تشهد الخلايا السليمة في عنق الرحم تغيرات في الحمض النووي الخاص بها، لتشكل في النهاية كتلة من الخلايا السرطانية تسمى الورم. ويمكن لهذه الخلايا الخبيثة أن تغزو وتدمر أنسجة الجسم السليمة، كما قد تنفصل وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مع مرور الوقت.
على الرغم من أن فيروس الورم الحليمي البشري هو السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم، إلا أن هناك عناصر أخرى يمكن أن تؤثر على مدى خطر الإصابة، مثل التدخين، وضعف جهاز المناعة، والاستعداد الوراثي وإهمال الفحص – مما قد يؤدي إلى تغيرات غير مكتشفة في مرحلة ما قبل الورم.
نصائح للوقاية من سرطان عنق الرحم
يعد اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري من أبرز الإجراءات الوقائية ضد سرطان عنق الرحم. وكما تشير قائمة عوامل الخطر، فقد يكون من المفيد أيضاً الإقلاع عن التدخين وإجراء الزيارات المنتظمة لمزودي الرعاية الصحية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اتباع نهج استباقي بالتوازي مع خيارات نمط الحياة المتكاملة يمكن أن يؤثر بشكل ملموس على تحسين صحة عنق الرحم. ويمكن لهذه الطرق الثلاث الشاملة أن تساعد المرضى على دعم أجهزتهم المناعية لمحاربة فيروس الورم الحليمي البشري وتقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
تعزيز جهاز المناعة بالتغذية التي تدعم وظيفته
إن الجهاز المناعي الصحي هو أفضل خط دفاع للجسم ضد العدوى عالية الخطورة، ويمكن أن تساعد هذه العناصر الغذائية الثلاثة في تعزيز مناعة الجسم:
• الفطر الطبي: يحتوي الفطر المتكيف مثل الشاجا، والشيتاكي، وعرف الأسد على مركبات نشطة بيولوجياً يمكن أن تعزز وظيفة المناعة، وتحتوي تلك الأنواع أيضاً على خصائص مفيدة مضادة للالتهابات.
• فيتامين ج: يوجد في الحمضيات والفراولة والفلفل (وغيرها من الفواكه والخضروات)، حيث يعتبر فيتامين ج أحد أقوى مضادات الأكسدة التي تعزز الاستجابة المناعية للجسم.
• حمض الفوليك: يوجد في العدس والبيض والسبانخ والموز، وهو أحد فيتامينات ب الضرورية لتركيب الحمض النووي وانقسام الخلايا. ترتبط مستويات حمض الفوليك المنخفضة لدى النساء بارتفاع معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري.
الحفاظ على ترطيب الجسم
للماء دور بالغ الأهمية في دعم جهاز المناعة، حيث يساعد الترطيب المناسب في الحفاظ على حجم الدم والدورة الدموية، مما يضمن قدرة الخلايا المناعية على الانتقال بكفاءة عبر الجسم. تتطلب خلايا الدم البيضاء بيئة داخلية متوازنة لتعمل على النحو الأمثل.
يمكن أن يساعد الحفاظ على رطوبة الجسم أيضًا في تقليل الأعباء على جهاز المناعة لدى الفرد من خلال العمل على إزالة السموم والفضلات من الجسم. وهذا يعزز استجابتك المناعية بمزيد من القوة للتركيز على الدفاع ضد العدوى.
تقليل التوتر
يمكن أن يسهم الحد من التوتر في دعم وظيفة جهاز المناعة بشكل كبير، حيث تشير الدراسات إلى أن الإجهاد المزمن يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أقل فعالية في درء العدوى.
تتضمن بعض الأنشطة التي يمكن أن تساعد المرضى على التحكم في مستويات التوتر لديهم ما يلي:
– ممارسة تقنيات اليقظة الذهنية والتأمل للمساعدة في تعزيز الاسترخاء وتقليل القلق.
– الالتزام بممارسة النشاط البدني بانتظام، فهو بمثابة مخفف طبيعي للتوتر من خلال إطلاق هرمون الإندورفين.
– تجربة الطرق المختلفة للعلاج الشامل مثل العلاج العطري، والوخز بالإبر، والتدليك لتعزيز الاسترخاء، وتوازن الطاقة، وتخفيف التوتر.
كوني مسؤولة عن حماية صحتك
في الختام، هناك تدابير يمكن للأفراد اتخاذها للتخفيف من قابليتهم للإصابة بهذا المرض الفتاك، فالجمع بين التغذية السليمة والترطيب ووسائل تقليل التوتر في روتينك اليومي يمكن أن يقوي جهاز المناعة لديك ويساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم – خاصة عندما يقترن بتلقي اللقاح المناسب.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد