هبة زووم – محمد خطاري
تعيش معظم مقابر المسلمين بإقليم سيدي إفني، وضعا كارثيا بات على لسان الفعاليات الجمعوية والحقوقية والسياسية، الذين أجمعوا على رسم صورة سوداوية على واقع مقابر موتاهم التي تحولت إلى مربط لحمير، ومرتع لممتهني طقوس الشعوذة والسحر، ومجلس لتبادل كؤوس الخمر ومسكر ماء الحياة من قبل المنحرفين والمتسكعين، مما يتطلب تدخلا عاجلا من قبل السلطات المختصة من أجل النهوض بهذه المقابر من خلال تهيئتها بشكل سليق وحرمة موتى المسلمين.
وأنت تتجول بالقرب من المقبرة الرئيسة لمدينة سيدي إفني، تستوقفك طوابير من الحمير المصفودة من الأعناق والأرجل على طول سورها المهترئ، محولين المكان إلى خليط ممزوج بالروائح النثنة وبقايا العلف والفضلات، ضمن مشهد مقزز يوحي بغياب حكامة جيدة في تدبير قطاع النظافة والاعتناء بفضاء المقابر احتراما لمشاعر الأحياء قبل الأموات الذين لاقوا ربهم.
وهناك مقبرة أخرى تحولت في الآونة الأخيرة إلى مكان مخصص لإحياء طقوس الشعوذة والسحر، حيث وقفت فعاليات جمعوية في وقت سابق لحظة قيامها بعمليات تنظيف هذه المقبرة على هول هذه الظاهرة الخطيرة والتي كشفت عن العثور على عدد كبير من التمائم والطلاسم المستعملة في السحر، منها المدفون إلى جانب قبور موتى المسلمين، ومنها المعلق بأشجار بالمقبرة.
مقابر بمدينة سيدي إفني وأخرى خارج المدار الحضري لم تنل حظها من العناية الكافية من خلال انعدام أسوار تقيها وتحفظها من جحافل قطعان الماشية والكلاب الضالة التي تجتاحها عابثة بالقبور وسط صمت قبور المسؤولين الذين لا يحركون ساكنا حيال هذه الأوضاع المأساوية.
فهل سيتحرك العامل الحسن صدقي لتصحيح الوضع بعد أن أصبح موتى المسلمين بالإقليم يرفعون شكايات تظلم إلى الله، وبعد فشله في إنتاج وضع مريح لأحياء الإقليم؟؟؟
تعليقات الزوار