هبة زووم – الحسن العلوي
أكثر المتفائلين، ما كان ليتوقع ما آلت له مدينة جرسيف أمام براثن التهميش والبداوة والسيبة، حيث طاعون الحفر المترامية أتى على مجمل الطرقات.
لا يختلف اثنان أن قرارات العامل بن الماحي يجب أن تتسم بالعقلنة والموضوعية، بعيدا عن منطق الديماغوجية ولغة الخشب، بالنظر الى أهمية المراكز الإدارية التي يشغلها في المشهد المحلي، والتأثير الذي قد تخلقه قراراته لدى المواطنين.
إنه اللون الأسود الذي يطغى على مشهد قلب المدينة، والاحتجاج الصامت الذي يكسر الهدوء الزائف، وبراكين الغضب التي تشتعل بداخل من لا يزال يملك قلبا نابضا بحب الوطن، وضميرا صاحيا صادقا اتجاه جرسيف، تسمر أمام هول التدجين أو التطبيع غير المسبوق لعدد من المسؤولين على رأسهم العامل بن الماحي مع هذه الفوضى المتناثرة هنا وهناك، نتيجة أخطاء متكررة.
إنها فعلا يا سادتي الكرام، خدوش عصية على الاستيعاب، وواقع خاص من طراز آخر، جعل المدينة تفقد كل شيء من أبسط أولويات ومقومات الحياة، لم تعد مدينة بل هي سجن معنوي ومقبرة لمن بقي من أهلها على قيد الحياة.
ومن أهلها من اختار الهجرة من أجل حياة كريمة في مدن مجاورة متنكرا لأصله، ومنهم من آثرها سجنا ومقبرة له، مقبرة للجميع للصغير والكبير والشيخ والشاب والرجل والمرأة، والأمي والجاهل والعالم والمبدع في وقت جعلها بعض المسؤولين بقرة حلوب يغتنون بها على حساب آلامها وآهاتها…

تعليقات الزوار