الداخلة: سياسة الوالي علي خليل تربك المجلس الجماعي وتدفعه للانبطاح بشكل غير مسبوق

هبة زووم – الحسن العلوي
طالما شكلت قصص الحيوان في حياة الشعوب، أمثلة للتشبيه والإسقاط على البشر، لكن واحدة من أدق الأوصاف التي أطلقت على الإنسان المتقلب في رأيه بخاصة في عالم السياسة أنه “حرباء”، فكثيرا ما يوصف المتلونون من الساسة بأنهم تزينوا بزي الحرباء، حينما تقتضي مصالحهم الذاتية أن يسلخوا جلدهم ويلبسوا جلدا آخر لتمرير رغباتهم والحصول على مآربهم، فهم يرون أن لكل عصر لباسه، أما الموقف المبدئي الحازم والثابت فهو ضمير مستتر أو غائب ولك ان تقدره كما تشتهي، حيث يجوز الوجهان إذا تطلب الأمر اخفاءه أو إظهاره تبعا لمطامعهم ومتغيرات الأحوال.
الجبن السياسي لمجلس جماعة الداخلة، ليس حكم قيمة، بل وصف لمسار من الرضوخ والإنبطاح والتنازلات وغياب الرؤية وضعف القيادة، هش ومرتبك، أبان منذ توليه تدبير الشأن المحلي “بلي مافيدوش” في تدبير مجموعة من الملفات وعلى رأسها احتلال الملك العمومي والنظافة والنقل الحضري وغيرها.
“مافيدوش” في فرض سيادة القانون على جميع المواطنين من دون محابات لأحد، ولا يملك الجرأة السياسية ليعلن صراحة رفضه تغول الإدارة الترابية وفرضها لتدابير تصل إلى حد الشطط في استعمال السلطة، ولا حتى الشجاعة الكافية لاتخاذ القرارات الصائبة واللازمة في الأوقات والظروف المناسبة، فهل نحن حقيقة أمام تحالف جبان ومجلس جماعي منبطح؟
اليوم الوالي علي خليل جاء بممارسات غير مفهومة تشابه بكثير ما يطلق عليه في المذهب الشيعي بـ”زواج المتعة”، المرفوض شرعا وقانونا عندنا في المغرب، حيث لم نر ما يحدث اليوم سابقا في الداخلة.
ولكنها أصبحت شائعة وواضحة خلال السنة الأخيرة أي منذ تعيين الوالي علي خليل، بل أصبحت ممارستها سلوكا سياسيا واضحا وضوح الشمس، يلقي بآثاره المدمرة على حياة المجتمع وينسف الثقة بين المواطن وبعض الإدارة، بل إن هذه الممارسات ستوسع لا محالة الهوة التي تفصل المواطن عن وطنه.
لقد أصبح العبث الذي يمارسه الوالي علي خليل نهجا وثقافة، بل قد يتأثر به الجيل الجديد من الشباب، الذين يعتقدون بهذه الممارسة أن هذا هو النوع الصحيح عبر تقمص دور الحرباء، التي تتلون بطيف كل الأجسام المحيطة بها، ما ينتج حالة من الفوضى العامة غير مسبوقة بعيدا عن العمل الرزين.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد