هبة زووم – محمد خطاري
داخل إقليم سيدي إفني أصبح كل شيء يستباح، والاستدراج والترصد هو مصير كل منافس معارض، سولت له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء، والتجرئ على فضح أسرار القلعة المكنونة… فهل يعلم المسؤولون ما يجري داخل عمالة سيدي إفني، أم أن الطمع واشتباك خيوط المصالح، يعمي الأبصار ويصم الآذان.
فشل العامل صدقي، خلال الست سنوات التي قضاها داخل قلعته، في أن يبعد عن نفسه لوبي متعدد الأطراف من الانتهازيين وعديمي الضمير، تجمعهم مصالح مشتركة، هي التحكم في البقرة الحلوب، وتفرقهم المهام والأدوار في تحقيق المنافع، وتوزيع الغنائم، وعائدات الصفقات المشبوهة، ومنابع الانتفاعات المظلمة.
ربما اختصر أبو قاسم الشابّي حالنا بجملة، “ومن لا يحبّ صعودَ الجبال يَعِش أبدَ الدهرِ بين الحُفر”، لكن لم يعلم هذا الشاعر القدير ما يمكن أن يملأ تلك الحفر من ظلمٍ ووجعٍ وقسوة، ومن سخرية القدر أنّ الجملة المذكورة أتت في قصيدة عنوانها “إرادة الحياة”.. ولكن هل ما زلنا نملك إرادة الحياة داخل مدينة سيدي إفني؟
أدوار مسؤولي مدينتنا أكبر من أن تختزل في كونهم بطون تجلس على الكراسي أو مناسبة للالتقاء على أكواب الشاي وقنينات الماء المعدني والحلوى، وتبادل التهاني بتوزيع الضحكة الصفراء، صدقا مدينتنا اليتيمة أبتليت من حيث لا تدري بمن لم يقدر كونها جوهرة يتيمة و جواد تخلى عنه الفارس…
وفي هذا السياق، تعالت أصوات عدد من الفعاليات المدنية بإقليم سيدي إفني داعية العامل صدقي لوضع حد لما يحدث في جنبات عمالته والتحرك سريعا للضرب بيد من حديد على لوبي “الهموز” وقناصي الفرص الذين يسارعون الخطى لأكل الأخضر واليابس بهذه المدينة المجاهدة؟؟؟

تعليقات الزوار