بركان: الرئيسة إيمان مداح تضع العامل حبوها في الزاوية واستقالتها عرت مصداقية الجميع

هبة زووم – محمد أمين
احتكر العامل حبوها الكرسي لسنوات طويلة وعمر فوقه لسنوات، لم يتقن شيئًا سوى إقامة الحواجز في وجه الشباب ومراكمة الأخطاء، يُحارب كل مشروع ينبض بالحياة، كما يُحارب النهر السدود التي تُقام لوقف جريانه، فالكرسي بالنسبة له ليس مكانًا للمسؤولية، بل قيدًا يُثبته في وجه التغيير، ولعنةً تضرب الإقليم في كل يومٍ يمضي بلا تجديد.
إنّ الكرسي زائل وإن طال، وصاحبه نازل عنه وإن جلس فوقه أمد، وأرجله ستغوص ذات يوم أرضا، والعاقل من جعل الكرسي يطلبه، ويسعى إليه، والكيّس ينظر في من سيخلفه، لأنه في الأصل خلف لغيره، يصعد ثم ينزل ليترك مكانه لغيره.
زمن السطوة على العقول قد ولى، وأن كل المحاولات لخنق الطاقات الشبابية، هي كمن يحاول إطفاء الشمس بغربالٍ مثقوب، على اعتبار أن الحرس القديم بمشاريعه التقليدية كخطاباته التي يعيد إخراجها إبان كل استحقاق، خاوية ضمائرهم، وهشة أوهامهم بالبقاء أسيادًا إلى الأبد، فلا تترددوا في زيارة أقرب عيادة نفسية لأن عشق الكراسي مرضٌ لا شفاء منه، يستهلك من أصابه حتى يصبح أسيرًا لفكرة البقاء.
الرئيسة نظيفة اليد إيمان مداح شابة تصدت للوبي الهموز منذ البداية، وقالت لا للعامل حبوها، الذي سعى للحفاظ على التوزنات القائمة ومصالح لوبيات الإقليم، ولو اقتضى الأمر استقالتها وهدا ما فعلته.
هبة زووم نبهت الرئيسة، والتي انتبهت منذ البداية أن هناك من يريد توريطها وأكل ثوم المال العام بفمها، ومن تم محاكمتها كما جرى لسابقها، لكن هيهات الرئيس نظيفة اليد كانت في المستوى المطلوب وسدت كل المنافذ.
هنا في مسرح العبث الكبير بإقليم بركان عموما والسعيدية خصوصا، حيث الكراسي ليست مجرد أثاث، بل أصنام يُعبدُ لها، تعيد القوى التقليدية مسرحيتها البالية، بوجوهٍ مترهلة وبقايا بريقٍ كاذب، تقف هذه القوى كالعناكب فوق نسيج متآكل، تسعى بكل قواها لإدامة سيطرتها على مساحاتٍ لم تعد ملكًا لها، وحبس كل فكرة جديدة في زنازين النسيان.
اليوم، الضغط على الرئيسة الشابة ودفعها لوضع استقالتها سيكون الأثر الكبير في القادم من الأيام، وخدمة لوبيات المصالح سيكون له ثمن، لن تدفع فاتورته سوى ساكنة جماعة السعيدية.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد