علو الطالونات يضيع مبدأ المساءلة بعمالة الناظور والشعراني يعيد سياسة “عفى الله على ما سلف” إلى الواجهة

هبة زووم – محمد أمين
يحزنني أن أشاهد ضياع مبدأ المساءلة الإدارية والقانونية في الأدراج بعمالة الناظور وسقوطها أو بمعنى أوضح اختفاءها وراء الطالونات التي تغطي على الأخطاء وما أقصده الأخطاء المتكررة.
وغياب المحاسبة يا سادة يبدأ من قمة هرم المؤسسة بالناظور وليس من قاعدتها، كما يحاول أن يوهم البعض في هذه الربوع من المملكة.
البحث عن طالون في المستوى أصبح ضروريا لينال أصحابه حظوظا أوفر تتدرج حسب علو كعبهم، وبالتالي فالتنمية في بلادنا تسير بالطالونات لا أكثر، حيث على كل مواطن البحث عن طالون لقضاء أغراضه، لأنه حسب ما يتضح في الساحة “كلشي على الطالون”.
ما لا يعرفه الكثيرون هو أن اختراع الكعب العالي (الطالون) يعود زمنيا إلى عهد الإغريق القدامى حسب المؤرخين، كما وجدت رسوم مصرية قديمة على جدران القبور الفرعونية تحديدا تشير إلى أنه كان شائعا ارتداؤه في تلك الفترة ضمن أشكال بسيطة، إلا أن وظيفته تعصرنت حتى بات يطلق على بعض الأشخاص حاليا كعوب أو طالونات وكلما قيل ان الكعب عالي فهذا دليل أن الشخص له سلطة في مجال معين..
ففساد بعض المسؤولين بالناظور بلا شك والمحسوبية في التعيين في المناصب وإعداد مناصب وظيفية ومباراة على المقاس من خلال عرض مباريات تولي المسؤولية على قدر مقاس السيرة الذاتية لبعض المحسوبين عليهم بناء على طلب أحد الطالونات، هذه الأشياء بالذات تستفز قلمي، ليرميهم في المقابل بشرر حينما يقاتل أفعالهم بكلماتي وحروفي، وفي جميع الأحوال أنا أقاتل الأفعال فقط وليس الأسماء.
فلا عجب أن نعايش في يومنا هذا إغراق عمالة الناظور بأشخاص على “قد المقاس”، مما يهدد مستقبل مردودية الإدارة بالعمالة، في حين على ذوي الشواهد العليا الانتظار إلى حين وصولهم عتبة اليأس.
اليوم عمالة الناظور دخلت النفق المسدود لأن العامل الشعراني سار على نفس منوال سابقه الغير مأسوف على رحيله علي خليل، بحيث اعتمد العامل الشعراني على نفس قطع الغيار، بل تبث أقدامهم وهي بداية غير موفقة للعامل الشعراني.
الطالونات لم تبقى حكرا، وتحولت إلى منهج بعمالة الناظور، أما المحاسبة والمساءلة فهي تسير هذه الأيام في حلقة مفرغة والنتيجة أن الكثير من الأمور المعنية بجودة العمل والتدبير والإنجازات مفقودة، بسبب ضياع هذا المبدأ وسط الطالونات (المجاملة والمحسوبية والعبث…) بدون وضع أي اعتبار لمبدأ أمانة العمل والحفاظ على ثقة المواطن والإخلاص للوطن…

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد