هبة زووم – محمد خطاري
من النافلة أن قول الحقيقة المزعجة يتطلب جرعة زائدة من الجرأة، لكن المثل الشعبي يقول أن “الغربال لا يحجب شمس الحقيقة”، أو كما جاء بلسان علي بن أبي طالب “حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق”.
وهو ما يقودنا إلى التأكيد على أن هناك تراجعات في طبيعة العلاقة التي تجمع المجلس البلدي لمدينة المحمدية مع مصالح عمالة نفس المدينة، وإن كان ظاهرها تدبير لملفات إدارية بشكل روتيني عادي، لكنها مبطنة بين الفينة والأخرى بفرض “فيتو” مزاجي، ساهم ولا زال يساهم في رسم مطبات أمام إخراج العديد من المشاريع لحيز الوجود.
لقد علقت ساكنة مدينة المحمدية آمالا كثيرة على مُخرجات الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021 وظنت أن التوافق السياسي بين الفرقاء سيكون نعمة تعيش المحمدية في ظل مشاريع تنموية جديدة و تمحو بقايا سنوات الصراع بين المجالس والأحزاب، التي ذهبت بالمحمدية و بنيتها التحتية وحقها في سنوات من ركب التنمية ضحية لها، لكن سرعان ما تحول ذلك إلى حلم، فالمشاريع القديمة لم تُستكمل إلى حدود الساعة والجديدة مازلنا ننتظرها.
إن ما تعيشه مدينة المحمدية اليوم يتطلب تدخلا وتكاثفا للجهود من جميع المجالس المنتخبة وبدون استثناء و القيام بواجباتها تجاه المدينة والساكنة بل تجاه الوطن، وعلى المجلس ومن يجلسون على كراسي تسييره أن يعرفوا أن هذه المدينة و ساكنتها غير معنيين بتلك الخلافات و الصراعات و أن كل يوم يمضي يدفع المواطن المسحوق ثمنه.
إن مطالبة البعض جماعة المحمدية في كل مرة بأن تتحول إلى عصا موسى هو أمر يدعي إلى السخرية ونحن نتابع ما يقع بدورات المجلس الجماعي من برمجة لنقاط سمينة المبالغ المرصودة لها و فارغة الانعكاس على المدينة و أهلها.
لكن ما نريده فعلا اليوم و تحتاجه مدينتنا هو تنزيلٌ فعلي لتلك البرامج الإنتخابية أو جزءا منها على الأقل، والتي عرضت على المواطن منذ ثلاث سنوات و منح المجلس اليوم صوته بدون الجدال في الصلاحيات أو غيرها.
ما يريده المواطن بالمحمدية هو تنمية حقيقية لاغير، بعيدا عن الشعارات الرنانة التي أضاعت و لا تزال تُضيع لنا مستقبل جيل بأكمله.

تعليقات الزوار