وزان: أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مهب الريح والعامل شلبي “شاهد ما شفش حاجة”
هبة زووم – محمد خطاري
حديثنا عن الفشل في تدبير عمالة وزان لا يدخل في باب التجني على القائمين بشؤونه، ولكن يأتي من خلال رصدِ واقع حال الإقليم عموما والمدينة على وجه الخصوص.
تبقى واحدة من نقاط ضعف العامل شلبي تلك المرتبطة بالجانب التدبيري وطريقة تعاطيه مع مجموعة من الإكراهات، خصوصا تلك المرتبطة بأموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومدى ذهابها في المكان الصحيح، وبالتالي ضمان النجاعة في التنمية البشرية.
أظن أن مختلف أجهزة الدولة، ربما تحمل من الذكاء والفطنة، ما يجعلها تلتقط بسرعة مختلف الإشارات وتتلقف ما وراء السطور، وتستشرف المستقبل برؤية ثاقبة، ربما إن لم نقل أكيد أنها ستطوي الزوبعة الأخيرة التي أرخت بظلالها على وزان، لأنها في غنى عن أي احتقان أو اصطدام ربما قد يقود إلى بثر كوة الأمل، ويقودها إلى مستقبل مجهول بقرار أو أجراء متهور ومندفع…
أحزاب سياسية بدورها خرجت لتنتقد طريقة تدبير العامل شلبي للإقليم، حيث سجلت بما لا يدع الشك تأخرا كبيرا في تنفيذ برنامج التنمية الإقليمي 2022-2027، وبرنامج التنمية الجهوي في شقه المتعلق بالإقليم، حيث دعت الجهات الوصية بالترافع الجاد والمسؤول.
كما أرجعت الأحزاب المذكورة تعثر وـاخر تنفيذ العديد من المشاريع بالإقليم (التكوين المهني، منطقة التنشيط الاقتصادي، منتزه بحيرة بودروة، تأهيل مداخل وواجهات المدينة، المطرح الإقليمي لضعف وعجز المجالس المنتخبة، والتي أفرزتها خارطة 8 شتنبر، التي كانت للعامل شلبي اليد الطولى في رسم ملامحها؟
ما وقع لساكنة وزان ينطبق على الثور الأحمر عندما انفرد به الأسد وقرر أن يفترسه لينادي بأعلى صوته “أُكِلتُ يوم أُكل الثور الأبيض”، وقصة هذه المقولة هي أن ثيرانا ثلاثة كانوا في الغابة، أحدهم أبيض، والثاني أسود، والثالث أحمر، وكان معهم أسد، فكان لا يقدر عليهم مجتمعين، فقال للثور الأسود والأحمر إنه لا يدل علينا في موضعنا هذا إلا الثور الأبيض، فإن لونه مشهور ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكله لصفا لنا العيش بعد ذلك، وكُتم أمرنا، فقالا: دونك فكله ! ثم قال للثور الأحمر: لوني على لونك فدعني آكل الأسود، فيصفو لنا العيش بعد ذلك، فقال له: دونك فكله ! فأكله، ثم بعد أيام قال للثور الأحمر: إني آكلك لا محالة، فقال: دعني أنادي أولًا، فأذن له، فنادى بأعلى صوته: ” ألا إني أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض” .
إن اللامركزية الإدارية الترابية، إذا كانت بمقتضاها تتوزع الوظيفة الإدارية بين الدولة والساسة من المنتخبين، بما يعرف باللامركزية “المستقلة”، فإن ذلك الاستقلال، مهما كان لن يصل إلى حد الانفصال، أو إلى إعدام كل علاقة بين الساسة والدولة، بل تظل العلاقة قائمة بينهما بموجب نظام يعرف بالوصاية الإدارية، أو ما يسمى حديثا بالرقابة الإدارية.