حافلات النقل الحضري بتطوان تتحول إلى علب سردين والبكوري يفضل هدر 150 مليون على “هديل الحمام”

هبة زووم – حسن لعشير
خرج عادل بنونة مستشار جماعي بمجلس مصطفى البكوري بتطوان بتدوينة عبر حائطه الفايسبوك ينتقد من خلالها بشدة السياسة التدبيرية التي ينهجها رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري، وبعد غيابه عن رئاسة دورات المجلس العادية، ولكنه أبى إلا أن يحضر أشغال دورة يوليوز الاستثنائية لسنة 2024 ليقدم دعم سخي ٱخر من المال العام كما هو معتاد عليه في دورات المجلس منذ تقلده منصب رئاسة جماعة تطوان.
وأضاف، ذات المدون، أن رئيس الجماعة جاء هذه المرة ليحضر الدورة الاستثنائية لكي يصوت مع أغلبيته العددية على دعم مهرجان غير مرغوب فيه من طرف ساكنة تطوان، وفي غنى عن نغمات هذا المهرجان الصيفي ولأنه جاء في ظرفية تتزامن مع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يوميا من طرف الصهيونية العالمية، إضافة إلى الأزمة الخانقة التي تجتاح البيوت وتبعث على اتساع الهوة بين الاحساس بالاستياء والإستمتاع بنغمات المهرجان.
كما انتقد المستشار الجماعي عن حزب العدالة والتنمية بشدة شركة النقل الحضري التي تعاقدت معها الجماعة بصفة مؤقتة، مع العلم أن هذه الشركة تفتقد إلى الخبرة في مجال النقل الحضري، حيث تناست جماعة تطوان ان تشترط على الشركة المفوض لها قطاع النقل الحضري استحضار التجهيزات الضرورية بتزويد الحافلات بالمكيفات للتخفيف عن معاناة الركاب والحفاظ على راحتهم ونقلهم بأريحية، خاصة وأن فصل الصيف تكون فيه الحرارة مرتفعة فتتحول معها الحافلات الى حمامات متنقلة يضطر بعض سائقيها ترك الباب الامامي مفتوحا على مصراعيه لعل أن يساهموا في خلق تهوية طبيعية، علما أن عدد الركاب المسموح به قانونيا هو 89 راكب، كما هو مثبت في دفتر التحملات ولا يتم احترامه في غالبية الاحيان، مما يجعلها تشبه علب السردين في غياب شروط السلامة والوقاية من الأخطار.
كما انتقد المستشار الجماعي الدعم الذي يخصصه رئيس جماعة تطوان للمهرجان الذي تشهده مدينة تطوان، مهرجان ترفرف فوق سمائه “أصوات هديل الحمام الأزرق”، ويكون قد أتقن فحوى ومضمون شعار حملته الانتخابية “نستاهلوا أحسن” و المثل المغربي المشهور “خيرنا ما يديه غيرنا”.
“فعلا جماعة تطوان قد إستجابت لكل إنتظارات الساكنة وتعاقدت مع شركة للنقل الحضري بصفة مؤقتة – تأسست حديثا ولكنها تفتقد إلى الخبرة في مجال النقل الحضري، متحورة من نسخة سابقة، لكنها تناست كجماعة أو كمجموعة التعاون الشمال الغربي أن تشترط عليها تجهيزها بالمكيفات للتخفيف عن معاناة الركاب خصوصا وأننا نمر من موجة حر مفرطة تتحول معها الحافلات إلى حمامات متنقلة، هذا واقع يذوق مرارته سكان تطوان بسبب الاختناق من شدة الإكتظاظ، وهو تعبير عن جودة الخدمات التي تضمن الراحة وكافة شروط السلامة والوقاية من الأخطار يا رئيس جماعة تطوان”، يتساءل المستشار عادل بنونة في تدوينته.
وأضاف عادل بنونة، في ذات التدوينة، قائلة: “هل بإمكان رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري أن يتفضل بتقديم أجوبة مقنعة لساكنة تطوان حول أسئلة محورية من قبيل لماذا تأخرتم ولم تسرعوا بتقديم طلبات عروض جديدة للنقل الحضري تقطع مع التدبير العشوائي المؤقت؟ علما أن شركة فيتاليس إنتهى عقدها في شهر نونبر 2023؟ هل مكتب الدراسات جهز دفتر التحملات الجديد لتنظيم المرفق العمومي بتطوان؟ هل بإمكانكم عقد ندوة صحفية تشرحون فيها للساكنة كل هذه الحيثيات علما أن تطوان يتوقع أن تستقبل آلاف الزوار في ظل محدودية العرض المقدم من شركة التدبير المفوض المؤقت؟ هل ساهمتم في برامج إعادة الهيكلة وفك العزلة عن أحياء تعاني من هشاشة البنيات التحتية والتي تحتاج إلى قنوات للصرف الصحي التي تتواجد عشرات الشكايات فوق مكتبكم للبث فيها أم أن أولوية أولويايكم هي دعم المهرجانات وحضور فعالياتها لتوزيع درع الجماعة على منظميها؟ أين وصل مشروع إنشاء شركة التنمية المحلية لتدبير المحطة الطرقية بإعتبار أن الجماعة صاحبة المشروع وما مصير تسوية وضعية العمال والمستخدمين فيها؟ هل ساهمتم في تحسين وجودة الخدمات فيها؟ ما مصير ملف الإختلاس المالي من حساب المحطة الطرقية الذي كان مفتوحا في وكالة نائبكم المعتقل أخيرا؟ فعلا ساهمتم في تحقيق التنمية المستدامة وعالجتم مشكل الشباب المتمثل في القضاء على آفة البطالة وحركتم عجلة الإقتصاد المحلي، يتساءل بنونة.
لينهي بنونة تدوينته قائلا: “فحوى هذا الكلام هو ما يتم تداوله في الصالونات السياسية عن قرب إنعقاد دورة استثنائية لجماعة تطوان في أغلب الأحوال نهاية يوليوز الجاري لتقديم كما هو متداول داخل كواليس الصالونات السياسية 150 مليون سنتيم من المال العام لتنظيم مهرجان (أصوات “هديل الحمام “)، وأصبح الجميع ينتظر بشغف كبير أشغال دورة يوليوز الإستثنائية لجماعة تطوان لمتابعة الملفات الأخرى الشائكة، وكل صيف ونحن نردد، إذا الهديل تغردا … تبدل للدورة صوت الصدى”.
أما كان حريا برئيس جماعة تطوان المحترم مصطفى البكوري أن يلتفت إلى جمهور المواطنين من المرضى الذين يسارعون الأمراض المزمنة وغيرها في صمت بمستشفى سانية الرمل وأغلب المراكز الصحية بالاقليم من قلة الدواء، عوضا عن تقديم الدعم المالي الكبير الى المهرجان الحمام الازرق المزعوم وأن يعالج المواطنين قبل الطيور.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد