الكاتب العام بعمالة شتوكة أيت بها يورط العامل بنقل ألاعيب طنجة لجمع خيوط المشهد بين يديه

هبة زووم – الحسن العلوي
طالما شكلت قصص الحيوان في حياة الشعوب، أمثلة للتشبيه والإسقاط على البشر، لكن واحدة من أدق الأوصاف التي أطلقت على الإنسان المتقلب في رأيه بخاصة في عالم السياسة أنه “حرباء”، فكثيرا ما يوصف المتلونون من رجال السلطة بأنهم تزينوا بزي الحرباء، حينما تقتضي مصالحهم الذاتية أن يسلخوا جلدهم ويلبسوا جلدا آخر لتمرير رغباتهم والحصول على مآربهم، فهم يرون أن لكل عصر لباسه، أما الموقف المبدئي الحازم والثابت فهو ضمير مستتر أو غائب ولك ان تقدره كما تشتهي، حيث يجوز الوجهان إذا تطلب الأمر اخفاءه أو إظهاره تبعا لمطامعهم ومتغيرات الأحوال.
فحين تتحول الممارسة الإدارية لدى الكاتب لعمالة شتوكة أيت باها إلى عبث فإن أي فعلٍ ينتج عنها سيكون عبثيا منسلخا عن أدبياتها وأخلاقاتها، خصوصا عندما يكون رجل السلطة شفافا، ليس من الشفافية، ولكن ليتلون حسب المصلحة التي هي أمامه.
وفي هذا السياق، عاد الكاتب العام المعين حديثا بعمالة شتوكة أيت باها إلى ممارسة سياسته التي يتقنها في نثر العشوائية والتستر والترافع دفاعا على مختلف المخالفين للقانون داخل نفوذ العمالة، في محاولة منه لجعل العامل لا يرى لا يسمع، لجمع جميع خيوط المشهد بالإقليم بين يديه.
هذا، وبمجرد نقل الرجل من ولاية طنجة تطوان، والتي لم يعمر فيها سوى ستة أشهر، إلى عمالة شتوكة أيت باها، تاركا خلفه جملة من المخالفات، لا تعد ولا تحصى، خصوصا في رسم تقارير خاصة ومغلوطة والتي يتقنها، عادت ريما إلى عادتها القديمة فور تسلمه لكرسيه.
وما على المسؤول الأول على إقليم اشتوكة أيت باها أن يسأل العاملين بسلك رجال السلطة في طنجة، خصوصا في الشهر الأخير قبل انتقاله إلى عمله الجديد، وكيف دمر حياتهم بتقارير مسمومة تسببت في مآسي للكثير منهم وأثرت على السير العادي للإدارة الترابية بعروس الشمال.
لقد أصبح العبث الذي يمارسه الكاتب العام نهجا وثقافة، متقمصا دور الناصح الأمين، كونه يتلون بطيف كل الأجسام المحيطة به، وهو ما ينتج حالة من الفوضى العامة غير مسبوقة بعيدا عن العمل الإداري الرزين.
إننا اليوم أمام عملية قتل لعمالة شتوكة أين باها، والعمالات والأقاليم لا تعيش بالكذب والتقارير المخدومة، ولكنها تعيش بقدر الرصيد من الثقة في المستقبل الذي تملكه وتحصنه.
واليوم يعمل الكاتب العام الجديد على رسم خارطة خاصة، في محاولة منه لجمع كل خيوط المشهد بين يديه، مثل كراكيز تحركها خيوط السلطوية المتخفية خلف مصالح ولوبيات فساد ومتنفذين مغامرين، لتبديد ذلك الرصيد واستبداله برصيد من اليأس والغموض، لكن ماذا ينتظر من مشروع “جبهة المصالح” غير التدمير؟
لقد سئمت ساكنة اشتوكة أيت باها مثل هذه الألاعيب التي ستؤثر ضرورة على سمعة الإقليم، فالمواطنون ليسوا سذجا لتتلاعبوا بحقوقهم ومشاعرهم ومقدرات وطنهم، فحكموا عقولكم قبل فوات الأوان، فالساكنة تريد رجال السلطة يحكمون ما تبقى من ضميرهم ويحترمون أنفسهم، فهل ستعودون لرشدكم قبل فوات الأوان؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد