سوق الثلاثاء بالحسيمة.. خيبة أمل متجددة وكابوس يعكر صفو الحياة اليومية؟

هبة زووم – الحسيمة
يشهد سوق الثلاثاء بالحسيمة، بعد عملية إعادة التأهيل التي كلفت ملايين الدراهم، حالة من الإحباط والخيبة لدى الساكنة، فبدلاً من أن يكون هذا المشروع نافذة أمل جديدة، تحول إلى كابوس يعكر صفو الحياة اليومية.
كانت الآمال معلقة على هذا المشروع لتغيير وجه السوق وتحويله إلى قطب تجاري حيوي يخدم ساكنة المدينة ويجذب الزوار، إلا أن الواقع على الأرض يختلف تماماً عن هذه التوقعات، فالسوق يعاني من مجموعة من المشاكل التي تؤثر سلباً على الحركة التجارية وعلى صورة المدينة بشكل عام.
ومن أبرز هذه المشاكل، الفوضى العارمة، غياب النظافة، سوء التنظيم، وتردي البنية التحتية. هذه الوضعية خلقت حالة من الاستياء لدى التجار والزبائن على حد سواء، وأثرت سلباً على الاقتصاد المحلي.
هذا، وتساءل العديد من الساكنة عن أسباب هذا الفشل الذريع، وهل يعود إلى سوء التخطيط أو إلى غياب الرقابة أو إلى أسباب أخرى؟ فبعد كل هذه الاستثمارات، لا يزال السوق يعاني من نفس المشاكل التي كان يعاني منها قبل عملية التجديد.
إن ما يحدث في سوق الثلاثاء بالحسيمة هو مؤشر على وجود خلل عميق في إدارة الشأن العام، وعلى ضرورة إعادة النظر في السياسات المتبعة في مجال التنمية المحلية، فالمشاريع التنموية يجب أن تكون مبنية على دراسات جدوى دقيقة، وأن تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الساكنة وتطلعاتها.
وفي هذا السياق، تناشد الساكنة المسؤولين المعنيين بالتدخل العاجل لإنقاذ سوق الثلاثاء من الغرق، وذلك من خلال تشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات، وإعداد خطة عمل واضحة المعالم لإصلاح الوضع القائم، كما تطالب بإشراك المجتمع المدني في عملية اتخاذ القرار، وذلك لضمان أن تكون الحلول المقترحة فعالة ومستدامة.
إن سوق الثلاثاء هو أكثر من مجرد مكان للتسوق، فهو جزء من هوية المدينة وذاكرتها، ولا يمكن أن تسمح الساكنة له بالزوال، حيث يجب أن يعمل الجميع من أجل إحياء هذا السوق، وتحويله إلى صرح حضاري يفتخر به كل ساكن في الحسيمة.
وفي الأخير، يمكن القول أن ما يحدث في سوق الثلاثاء بالحسيمة هو دعوة إلى ضرورة إعادة التفكير في نموذج التنمية الذي نتبناه، والعمل على بناء مجتمع قائم على الشفافية والمساءلة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد