مقبرة الحسيمة.. مشروع متعثر يثير الغضب الشعبي والمجلس الإقليمي في قفص الاتهام

أشرف أشهبار – الحسيمة
في الوقت الذي تشتكي فيه العديد من المدن المغربية من الاكتظاظ السكاني وتداعياته على البنية التحتية، بما في ذلك المقابر، يظل مشروع إحداث مقبرة جديدة بمدينة الحسيمة، أعلنت عنه السلطات المحلية سنة 2018، عالقا في طور الإنجاز.
ورغم تخصيص ميزانية مهمة لهذا المشروع وتوقيع اتفاقيات شراكة بين مختلف الجهات، إلا أن المشروع لم يخرج بعد عن طور التخطيط، مما أثار استياء السكان ووضع علامات استفهام حول أسباب هذا التأخير.
وكان رئيس المجلس البلدي لمدينة الحسيمة السابق، محمد بودرا، قد أعلن في سنة 2018 عن تخصيص 12 مليون درهم لإحداث مقبرة مشتركة بين عدة جماعات بإقليم الحسيمة، وذلك استجابة لمطالب السكان بالتوفر على مدافن لائقة وكافية، حيث تم اختيار جماعة أجدير لإحداث هذه المقبرة النموذجية، والتي ستمتد على مساحة 17 هكتارا.
ووفقًا للتصريحات الرسمية، فإن المشروع كان يهدف إلى توفير جميع الخدمات اللازمة للمقبرة، من قبيل ممرات للسيارات والراجلين، وحائط وسياج، وسكنية للحراس، ومرافق صحية، وفضاء للصلاة، بالإضافة إلى ربطها بشبكات التطهير والكهرباء والماء الصالح للشرب.
وقد ساهمت في تمويل هذا المشروع كل من وزارة الداخلية بـ5 ملايين درهم، ووكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال بـ2 مليون درهم، والمجلس الإقليمي للحسيمة المشرف على المشروع بـ4 ملايين درهم، وجماعة الحسيمة بمليار و200 مليون سنتيم، ورغم هذه المجهودات، فإن المشروع لا يزال متعثرا، حيث لم يتم إنجاز سوى جزء يسير منه.
هذا، وأرجعت مصادر مطلعة أسباب هذا التأخير إلى عدة عوامل، من بينها عدم التزام المجلس الإقليمي بدفع حصته المالية، مما أثر سلبا على سير العمل، فيما تشير بعض الأصابع إلى وجود نقص في الرقابة على تنفيذ المشروع، مما سمح بتراكم المشاكل وتأخر إنجازه، إضافة إلى التعقيدات الإدارية التي تعيق سير المشروع، وتؤخر الحصول على التراخيص اللازمة.
ويتسبب هذا التأخير في عدة مشاكل، حيث يؤدي استمرار الاكتظاظ في المقبرة الحالية إلى صعوبات في دفن الموتى، ويؤثر سلبا على الصحة العامة، فيما أصبح يشعر السكان المحليون بالاستياء بسبب التأخر في إنجاز هذا المشروع الحيوي، والذي طال انتظاره.
إن تأخر إنجاز مقبرة الحسيمة يطرح العديد من التساؤلات حول المسؤولية، ويضع على عاتق الجهات المسؤولة واجب الإسراع في حل هذا الملف، وتقديم تفسيرات مقنعة للرأي العام حول أسباب هذا التأخير.
كما يتعين على هذه الجهات اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ المشروع في أقرب الآجال، وتقديم اعتذار للسكان عن هذا التأخير الذي طال أمده.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد