المغرب يتحول.. تركيز سكاني في خمس جهات وتمدن متسارع يفاقم الصعوبات

هبة زووم – الرباط
كشفت نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى بالمغرب لعام 2024 عن تغييرات ديموغرافية هامة، حيث برزت عدة ظواهر بارزة تؤثر على التنمية المستدامة للبلاد.
وأظهرت النتائج أن 70% من إجمالي السكان يتركزون في خمس جهات فقط، وعلى رأسها جهة الدار البيضاء سطات التي تستحوذ على نسبة 20.9% من مجموع السكان، تليها الرباط سلا القنيطرة ومراكش آسفي.
هذا التوزيع غير المتساوي للسكان يؤدي إلى ضغوط كبيرة على الموارد والبنية التحتية في المدن الكبرى، ويطرح تحديات في توفير الخدمات الأساسية.
هذا، وسجل المغرب زيادة ملحوظة في معدل التمدن، حيث بلغ 62.8% في عام 2024 مقارنة بـ 60.4% في عام 2014، مما جعل هذا التحول نحو الحياة الحضرية يدفع بالمزيد من السكان إلى الهجرة من المناطق الريفية إلى المدن، وهو ما سيزيد من الضغط على السكن والوظائف.
وفي هذا السياق، سجلت بعض الجهات نسب تمدن مرتفعة، مثل العيون الساقية الحمراء والداخلة واد الذهب، مما يعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها هذه المناطق.
ويؤدي التفاوت في الكثافة السكانية إلى تفاوت في مستوى التنمية بين الجهات، حيث تتمتع المناطق الحضرية الكبرى بفرص أكبر للنمو الاقتصادي والاجتماعي، فيما يزيد التركز السكاني في المدن الكبرى من الضغط على الموارد الطبيعية والبنية التحتية، مما يستدعي تخطيطاً مدنيًا وعمرانيًا شاملاً، كما سيساهم النمو الحضري السريع في تفاقم المشاكل البيئية مثل التلوث وارتفاع درجة الحرارة.
وفي الأخير، يمكن القول أن نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى بالمغرب لعام 2024 تعتبر نقطة انطلاق مهمة لفهم التحديات التي تواجه المغرب في مجال التنمية المستدامة، حيث أصبح لزاما على صناع القرار الاستفادة من هذه البيانات لتطوير سياسات فعالة تساهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للبلاد.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد