هبة زووم – حسن لعشير
تعتبر الملحقات الإدارية في المدن المغربية جزءاً أساسياً في تنظيم الحياة اليومية للمواطنين، حيث تمثل حلقة وصل بين السلطات المحلية والسكان.
إلا أن بعض الملحقات، مثل ملحقة سيدي طلحة بتطوان، تشهد معاناة في أداء دورها الحيوي بسبب غياب الكفاءات وعدم توفير التكوين اللازم لأعوان السلطة، مما ينعكس سلباً على المواطنين ويخلق حالة من القلق لدى العديد منهم.
من أبرز المشاكل التي يعاني منها المواطنون في سيدي طلحة هو غياب المهنية والفعالية لدى بعض أعوان السلطة العاملين بالملحقة، هؤلاء الأعوان، الذين يُفترض فيهم تسهيل الإجراءات الإدارية ومساعدة المواطنين في الحصول على وثائقهم الإدارية بلاحرج ولا تعطيل.
لكن بسبب ضعف الكفاءات المهنية في صفوف أعوان سلطة يؤدي الى تفاقم مشكلات يومية بمثابة عقبة في وجه المواطنين، ومن أبرز الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة هو نقص التكوين المستمر في مجال الإدارة العامة والإلمام بالقوانين والأنظمة المحلية.
إذ أن بعض الأعوان يفتقرون إلى المهارات الأساسية في التعامل مع الملفات والشكايات بسبب عدم اتمامهم للدراسة، مما يؤدي إلى تزايد حالات الشكاوى من المواطنين بسبب التأخير أو عدم الاهتمام الكافي.
كما أن غياب التنسيق بين الأعوان، وقلة الخبرة في التعامل مع المواقف الطارئة أو الحالات الخاصة، يؤدي إلى تدني مستوى الخدمة التي يتلقاها المواطنون.
في كثير من الأحيان، يُطلب من المواطنين الانتظار لفترات طويلة أو التردد على نفس الإدارة مرات عديدة، دون الحصول على الحلول الفعالة لمشاكلهم.
وقد يثير هذا الوضع حالة من الاستياء لدى المواطنين الذين يرون أن هذه المشاكل تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية وتعيق تقدمهم في قضاء مصالحهم، خاصة وأن العديد منهم يعتمدون على الخدمات الإدارية للملحقة في الحصول على الوثائق الرسمية مثل شهادة السكنى أو تصاريح أخرى قد تكون ضرورية لتسوية أمورهم الخاصة.
إن الحل لهذه المشكلة يتطلب إصلاحات جذرية في إدارة الملحقة الإدارية سيدي طلحة، بدءاً من إعادة تأهيل وتدريب أعوان السلطة بشكل دوري، مروراً بتطوير أساليب العمل واستخدام التكنولوجيا لتسهيل الإجراءات وتقليل الأعباء على المواطنين.
ومن الضروري أيضاً وضع آليات للتقييم المستمر للأداء، بحيث يمكن مراقبة مستوى الخدمات المقدمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الوضع.
فلا شك أن تعزيز كفاءات أعوان السلطة في ملحقة سيدي طلحة سيسهم بشكل كبير في تحسين جودة الخدمات الإدارية، وتخفيف الأعباء عن المواطنين، مما يعزز ثقتهم في المؤسسات الحكومية.
إن تحسين هذه الخدمات ليس فقط مطلباً للمواطنين، بل أيضاً خطوة نحو تعزيز الدولة الحديثة التي تضع خدمة المواطن في صلب اهتماماتها.

تعليقات الزوار