هكذا تحولت حملات العامل أحمد فاضل ضد زراعة البطيخ الأحمر إلى حملات فلكلورية؟

هبة زووم – محمد خطاري
شهد إقليم زاكورة تحركات مكثفة من السلطات المحلية بقيادة العامل أحمد فاضل، الأسبوع الماضي، في ما وصفته بعض الفعاليات المدنية بعمليات تهدف إلى “در الرماد في عيون” الساكنة، بينما تبقى المشاكل الحقيقية بدون حلول جذرية.
هذه الإجراءات التي تسلط الضوء على إزالة الزراعات غير القانونية، بما فيها زراعة البطيخ الأحمر، أثارت تساؤلات حول مدى جدية السلطات في مواجهة لوبيات الفساد وكبار الفلاحين الذين يسيطرون على هذا النشاط الزراعي المرهق للموارد المائية.
البطيخ الأحمر واستنزاف الموارد المائية
لا يخفى على أحد أن زراعة البطيخ الأحمر في زاكورة، التي تحتاج إلى كميات هائلة من المياه، قد أصبحت رمزًا للاستغلال غير العقلاني للفرشة المائية في منطقة صحراوية تعاني أصلًا من شح المياه.
وبرغم الحملات التي تعلن عنها السلطات، يرى العديد من النشطاء المدنيين أن هذه العمليات تستهدف صغار الفلاحين والمزارعين المحليين، بينما يُترك كبار الفلاحين الذين يديرون مشاريع ضخمة دون رادع حقيقي.
سيطرة لوبيات الفساد
تشير عدد من الفعاليات المدنية إلى أن هذه التحركات لن تؤدي إلى حل فعلي للمشكلة طالما استمرت سيطرة لوبيات الفساد الزراعي، الذين يحققون أرباحًا ضخمة على حساب استنزاف الموارد المائية وتدمير التوازن البيئي في المنطقة.
ويؤكد هؤلاء أن التواطؤ الواضح بين بعض المسؤولين المحليين وأصحاب المصالح الكبرى يعيق أي جهود حقيقية لحماية البيئة أو تحقيق العدالة في استغلال الموارد.
البدائل الممكنة
تطالب الساكنة والنشطاء المدنيون بوضع سياسات حقيقية وجريئة لحماية الفرشة المائية في زاكورة، ومن بين الاقتراحات:
– منع زراعة البطيخ الأحمر بشكل كامل في المنطقة، نظرًا لعدم توافقها مع الطبيعة الصحراوية والمناخ الجاف.
– تشجيع الزراعات المستدامة التي تستهلك كميات أقل من المياه، وتوفير دعم للفلاحين الصغار للتحول نحو هذه الزراعات.
– تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد من خلال محاسبة المتورطين في الاستغلال المفرط للموارد المائية.
رسالة إلى المسؤولين
إذا كانت النوايا الحقيقية لهذه التحركات تهدف إلى حماية الموارد الطبيعية وضمان استدامتها، فإن الخطوات المتخذة يجب أن تشمل الكبار قبل الصغار، وأن تعتمد رؤية واضحة وجذرية توقف نزيف الفرشة المائية، فلا يمكن لصاحب عقل أن يقبل بزراعة تتطلب كميات هائلة من المياه في منطقة صحراوية تعاني من الجفاف.
في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل نشهد بداية لحماية جادة للموارد المائية والبيئية في زاكورة، أم أنها مجرد تحركات شكلية لامتصاص غضب الساكنة؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد