هبة زووم – محمد خطاري
تشهد الأروقة الداخلية للمجلس الجهوي للسياحة بدرعة تافيلالت حالة من التوتر الشديد وسط مطالب متزايدة بإقالة الرئيس، الذي يواجه اتهامات عدة من قبل أكثر من ثلثي أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس، الذين وجهوا له إنذارًا رسميًا يدعونه فيه إلى عقد جمع عام استثنائي.
هذه المطالب تأتي في وقت حساس، إذ تتزايد التساؤلات حول قدرة المجلس على الحفاظ على سير عمله في ظل غياب الشفافية والتواصل الفعّال مع القطاع السياحي المحلي.
في نص الرسالة التي أُرسلت إلى الرئيس، أشار أعضاء المكتب التنفيذي إلى مجموعة من المخالفات القانونية والإدارية التي ترسخ هذا التوتر.
ومن أبرز تلك الخروقات عدم الامتثال للمادة 6 من النظام الأساسي للمجلس، حيث يتولى الرئيس منصبه دون تمثيل حقيقي للمجالس الإقليمية الخمسة للسياحة أو أي فئة أخرى من الفئات المستهدفة وفقًا للهيكلة الرسمية للمجلس. وهو ما يعتبره أعضاء المكتب التنفيذي خرقًا صريحًا لقواعد الحوكمة السليمة.
كما لفتوا إلى غياب الاجتماعات الدورية لمجلس الإدارة والجمعيات العامة، مما أدى إلى تقييد قدرة المجلس على اتخاذ قرارات جماعية واضحة وشفافة، إضافة إلى عدم إعداد تقارير مفصلة حول مشاركة المجلس في المعارض والفعاليات السياحية.
من بين الأمثلة التي أوردها الأعضاء، أشاروا إلى معارض دولية مثل مدريد وبرلين وباريس، حيث وُجهت انتقادات حادة بشأن غياب التنسيق وعدم توزيع المواد الترويجية اللازمة.
وعلى الرغم من محاولات المجلس للمشاركة في معارض دولية كبرى، فإن غياب الأنشطة الترويجية المحلية يثير القلق بشأن قدرة المجلس على تسويق المنطقة سياحيًا بشكل فعّال.
فوفقًا للرسالة، اقتصر التفاعل في معارض مثل معرض مدريد على التقاط صور مع المسؤولين دون أي استراتيجيات تواصل حقيقية مع الفاعلين في القطاع أو الإعلام.
وفي خضم هذه الأزمة، طالب أعضاء المكتب التنفيذي بعقد جمع عام استثنائي خلال 15 يومًا من تاريخ استلام الرسالة، على أن يشمل التقريرين الأدبي والمالي وانتخاب مكتب جديد، مع تأكيدهم على عدم شرعية الرئيس الحالي في الترشح مجددًا.
هذه الرسالة، التي حظيت بدعم واسع داخل المجلس، أُرسلت إلى عدد من الجهات المعنية، منها والي جهة درعة تافيلالت وعامل إقليم الرشيدية، في خطوة تشير إلى تصعيد محتمل إذا لم يتم الاستجابة لهذه المطالب.
المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير المجلس، حيث يتوقع أن تتابع الجهات المعنية الوضع عن كثب، في ظل ما قد ينجم عن هذه الأزمة من تأثيرات على قطاع السياحة في الجهة.

تعليقات الزوار