هبة زووم – الحسن العلوي
أصبحت مدينة مراكش مؤخرًا تعيش حالة من الفوضى واللامبالاة في غياب تام للسلطات المحلية التي من المفترض أن تتولى تنظيم الشؤون اليومية للمواطنين.
الواقع الذي يعيشه المراكشيون اليوم يتناقض تمامًا مع الدور الذي يفترض أن تقوم به السلطات المحلية، حيث تقتصر مهامها على الغياب أو التقاعس عن أداء الواجبات المناطة بها.
في أغلب دوائر المدينة، لا يحضر رؤساء الدوائر ولا يعكفون على متابعة عملهم اليومي بشكل جاد، ما يؤدي إلى انفلات الأوضاع وانتشار الفوضى.
الأسواق العشوائية، والباعة المتجولون الذين يعيثون في المدينة فسادًا، وكذلك تراكم الأزبال والنفايات في العديد من الأحياء، كلها مشاهد أصبحت مألوفة في قلب مدينة سميت سابقًا بالمدينة الحمراء، التي لا تفصل بين شمالها وجنوبها، حيث تشهد تدهورًا غير مسبوق.
ورغم تعيين هؤلاء الأعوان لتولي مسؤولية الحفاظ على النظام والأمن ومراقبة الحياة العامة، فإن تواجدهم بات نادرًا في الشوارع والأحياء، مما جعل المدينة تتحول إلى سوق بدوي حيث لا وجود لقوانين تنظيمية أو للمراقبة الحقيقية.
المثير للاستفهام هو حالة التراخي التي طغت على المسؤولين المحليين، خاصة على مستوى بعض أعوان السلطة الذين أصبحوا يصنفون ضمن فئة الأغنياء الجدد.
وتساءل العديد من سكان المدينة وفعاليات المجتمع المدني عن كيفية اغتناء هؤلاء الأعوان في فترة زمنية قصيرة، حيث يُقال إن بعضهم قد جمع ثروات طائلة من خلال التغاضي عن البناء العشوائي، والسكوت على مخالفات أصحاب المحلات التجارية والمقاهي، بما في ذلك تلك التي تقدم الشيشة، بل وتورط بعضهم في بيع وشراء العقارات.
الحالة التي تعيشها مراكش اليوم تجعل من الصعب على المواطنين رؤية أي ضوء في نهاية النفق، خاصة مع استمرار التفشي الكبير لمظاهر الفساد والرشوة في بعض دوائر المدينة.
ومع غياب الرقابة الجادة على عمل السلطات المحلية، يظل السؤال الأبرز: إلى متى ستظل هذه الفوضى مستمرة؟ وهل سيظل ولاء بعض أعوان السلطة للعمدة المنصوري يتفوق على احترامهم لسلطات الوالي شوراق، في ظل هذه الأوضاع؟

تعليقات الزوار