قيسارية اسباتة: فوضى وعشوائية تتفاقم في قلب الدار البيضاء

هبة زووم – الدار البيضاء
تعاني قيسارية اسباتة في الدار البيضاء من فوضى عارمة منذ بداية شهر رمضان الفضيل، مما يطرح العديد من الأسئلة حول غياب التنظيم وغياب السلطة في أحد أقدم أسواق العاصمة الاقتصادية.
هذه الفوضى التي تكاد تكون سمة دائمة للقيسارية أصبحت في الأشهر الأخيرة أكثر تعقيدًا، حيث يزداد العبث بالملك العام، مما يؤثر بشكل سلبي على حركة السير وعلى حياة سكان المنطقة.
ومنذ بداية الشهر الكريم، تحولت قيسارية اسباتة إلى ساحة عشوائية، حيث احتل العشرات من الباعة الجائلين، سواء كانوا من أصحاب العربات المجرورة أو الدراجات الثلاثية العجلات، جميع الأزقة في المنطقة.
وبات الشارع المؤدي إلى القيسارية مغلقًا بالكامل بسبب انتشار هؤلاء الباعة في كل مكان، مما يعطل حركة المرور ويعرقل وصول المواطنين إلى محلاتهم وأعمالهم.
العبث بالملك العام وصل إلى درجة غير مسبوقة، حيث أقدم بعض الباعة الجائلين على وضع صخور كبيرة في منتصف الشوارع لمنع السيارات من المرور والتوقف، في تصرفات تعكس غياب أي سلطة على الأرض.
هذه الفوضى تمثل إهانة حقيقية لحقوق المواطنين الذين يعانون من تدهور الحالة الأمنية والتجارية في المنطقة.
في مواجهة هذه الفوضى، تحركت السلطات المحلية مرفوقة بالشرطة الإدارية يوم الأربعاء 19 مارس 2025، حيث قامت بجولة في المنطقة لمحاولة إعادة النظام.
إلا أن هذه الجولة كانت غير كافية لتغيير الوضع، حيث سرعان ما اختفى الباعة الجائلون في الأزقة الفرعية فور مغادرة اللجنة، ليعودوا بعدها إلى نشر خيامهم وكأن القيسارية أصبحت سوقًا أسبوعيًا في إحدى الجماعات القروية.
هذا المشهد يطرح تساؤلات كبيرة حول من يقف وراء تسريب المعلومات حول تحركات السلطات، وهل أصبح بعض أعوان السلطة يتعاونون مع الباعة الجائلين في هذا العبث بالقوانين؟
الواقع أن هذا الوضع يعكس غيابًا واضحًا لسياسة حقيقية للتنظيم وحماية الملك العام في مناطق مثل قيسارية اسباتة، ويؤكد أن السلطة المحلية بحاجة إلى تدخلات أكثر جدية ومستمرة للحد من هذه الفوضى المستفحلة.
إن استمرار هذه العشوائية سيؤثر ليس فقط على حركة السير والتجارة، بل على سمعة الدار البيضاء كمدينة حديثة ومتطورة، ويعكس صورة سلبية عن غياب الحوكمة الفعالة.
إن الحل يكمن في توفير حلول مستدامة لإعادة تنظيم أسواق المدينة وتوفير أماكن مخصصة للباعة الجائلين، مع فرض الرقابة الصارمة على جميع المخالفات، لتجنب تفاقم الأوضاع في المستقبل.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد