وجدة: بعد مقالة هبة زووم الوالي يحرر الملك العمومي لتنظيم المدينة وإعادة الاعتبار لجماليتها

هبة زووم – محمد أمين
تفاعلت سلطات مدينة وجدة بسرعة مع ما ورد في مقال “هبة زووم” المعنون بـ“وجدة.. مدينة تتحول إلى سوق مفتوح لبيع كل شيء في عهد الوالي لهبيل!”، حيث أطلقت حملة ميدانية واسعة النطاق لتحرير الملك العمومي من مختلف مظاهر الاحتلال العشوائي، في خطوة تعكس إرادة واضحة لإعادة النظام إلى الفضاءات العامة، وتحسين المشهد الحضري للمدينة.
وتمثّل أولى نتائج الحملة في تحرير ساحة عبد الوهاب بشكل نهائي، ما شكّل انطلاقة قوية لتحرك شامل ومدروس انطلق فعليًا منذ شهر رمضان المنصرم، عبر توجيه مراسلات رسمية إلى المخالفين، وعلى رأسهم أرباب المقاهي المتجاوزين للمساحات القانونية المرخصة، في مختلف أحياء المدينة.
ومع انتهاء رمضان، دخلت العملية مرحلتها الأولى، حيث لوحظ تجاوب من عدد كبير من أرباب المقاهي، الذين سارعوا إلى سحب تجهيزاتهم من الأزقة والممرات الضيقة التي كانت تعرف اختناقات عمرانية واختلالات مرورية بارزة. وهو ما ساهم في تحسين حركة الراجلين، وخاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وأعاد قدرًا من النظام إلى الفضاء العمومي.
وفي مرحلتها الثانية، وجّهت السلطات مجهوداتها نحو ظاهرة تسييج واجهات المنازل، التي اعتُبرت شكلًا من أشكال التعدي على المجال العام وتشويهًا للنسيج العمراني.
وقد شُرع في إزالة هذه التسييجات، مما ساهم في تحسين جمالية الأحياء واستعادة الطابع المعماري المتناسق للمدينة.
وما يميز هذه الحملة، حسب متابعين للشأن المحلي، هو بعدها الاستراتيجي، حيث لم تأت كإجراء موسمي أو ظرفي، بل كجزء من رؤية شاملة لإعادة تأهيل الفضاء العمومي ومواجهة مظاهر التسيب التي كانت سائدة.
وتم لهذا الغرض تشكيل خلايا ميدانية دائمة، تجمع بين التحسيس والمراقبة، وترصد التجاوزات في الميدان، وتعد تقارير دورية تضمن استمرارية التدخل ونجاعته.
وقد لقيت هذه التحركات استحسانًا واسعًا من طرف الساكنة المحلية، التي عبّرت عن ارتياحها لهذا التحول، واعتبرته تعبيرًا عن إرادة حقيقية لدى السلطات لإرساء النظام، وتحسين جودة الحياة، وإعادة الاعتبار لمدينة بتاريخ ومكانة وجدة.
وأكدت هذه الحملة أن المدينة قادرة على خوض إصلاحات حضرية متكاملة، قائمة على سيادة القانون والتخطيط الحضري الرشيد، مع إشراك المواطن كطرف فاعل في حماية الفضاء العام.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد