في عيدهم الأممي.. الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب يقرع أجراس الإنذار ويرفع لاءته في وجه الحكومة

هبة زووم – جمال البقالي
في أجواء من التعبئة النضالية والوفاء للمطالب الاجتماعية، احتفى الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بعيد الشغل الأممي (فاتح ماي 2025) بكلمة وُصفت بالقوية والواضحة، حملت رسائل حاسمة للحكومة، ولامست بعمق هموم الطبقة العاملة في ظل سياق وطني ودولي دقيق، يتسم بأزمات اقتصادية واجتماعية متلاحقة.
الأمانة العامة للاتحاد، ومن منصة فاتح ماي، استحضرت نضالات الشغيلة المغربية ومعاناتها اليومية، لتطلق نداءً صريحًا من أجل “تعبئة وطنية” شاملة لمواجهة ما اعتبرته “استهدافاً ممنهجاً للقدرة الشرائية”، والتصدي لمحاولات تقييد الحق الدستوري في الإضراب، والدفاع عن التقاعد الكريم والحماية الاجتماعية.
رفض قاطع للتطبيع.. وتضامن مطلق مع فلسطين
في بعده الدولي، شدد الاتحاد على رفضه القاطع للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مدينًا بشدة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ومعتبرًا الصمت الدولي وصمة عار.
كما عبر عن تضامنه المطلق مع الفلسطينيين، مجددا المطالبة بوقف العدوان وتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
غلاء خانق ومعيشة على كف التقلبات
وفي رصد دقيق للواقع المعيشي، نبه الاتحاد إلى “ارتفاعات صاروخية في الأسعار” ضربت المواد الأساسية والنقل والطاقة، معتبراً أن الحديث الرسمي عن معدل تضخم “متحكم فيه” لا يعكس حقيقة ما تعانيه الأسر المغربية، خاصة من ذوي الدخل المحدود والمتوسط.
وأورد أرقامًا تشير إلى زيادات في أسعار الزيوت (أكثر من 15%)، والسكر (قرابة 10%)، والحبوب والقطاني (ما بين 8 و12%)، فضلاً عن ارتفاع أسعار الغاز والمحروقات التي أثقلت كاهل المواطنين.
حقوق خط أحمر.. لا لتجميل الحوار الاجتماعي
الاتحاد الوطني دعا إلى إعادة الاعتبار للحوار الاجتماعي كمؤسسة شاملة، لا كآلية انتقائية، رافضاً أي تمييز بين المركزيات النقابية.
كما أدان ما وصفه بـ”الانتهاكات المستمرة للحريات النقابية”، خصوصاً في القطاع الخاص وبعض المؤسسات العمومية، محملاً الحكومة مسؤولية فرض احترام القانون.
إصلاحات مرتجلة تثير القلق
وحذر الاتحاد من أي إصلاح لمنظومة التقاعد يتم بعيداً عن التوافق الاجتماعي، ملوحاً برفض تام لأي مساس بالحقوق المكتسبة، داعياً إلى أنظمة أساسية عادلة، ومنظومة أجور منصفة، وإصلاحات تشريعية تحترم المعايير الدولية.
مطالب واضحة.. وصرخة في وجه التجاهل
ضمن لائحة مطالبه، دعا الاتحاد إلى تسقيف الأسعار لحماية القدرة الشرائية؛ تعميم الزيادات في الأجور؛ تحسين أوضاع القطاع الخاص.
كما طالب التنظيم النقابي بإخراج قانون النقابات وتحيين قانون الشغ، إصلاح أنظمة التعاضد؛ ومعالجة أعطاب الحوارات القطاعية (الصحة، الفلاحة، الجماعات المحلية، العدل…).
“كفى تجاهلاً لمعاناتنا”
الكلمة النقابية لم تخلُ من نبرة احتجاج قوية، حيث وجه الاتحاد رسالة صريحة إلى الحكومة وأرباب العمل: “كفى تجاهلاً لمعاناتنا ومطالبنا العادلة”، مؤكداً أن أي تنمية اقتصادية حقيقية لا يمكن أن تُبنى على حساب كرامة الشغيلة أو تغييب صوتها.
وختم الاتحاد كلمته بتحية اعتزاز للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مشيدًا بما تحقق دبلوماسيًا في ملف الوحدة الترابية، وخاصة الصحراء المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد