برشيد تُودع التنمية وتدخل عهد “المزاد العلني” وسط اتهامات للعامل أوعبو بالتفريط في مصالح الإقليم
هبة زووم – إلياس الراشدي
تعيش مدينة برشيد على وقع استياء عارم، وسط تصاعد الانتقادات الشعبية لأداء عامل الإقليم، نور الدين أوعبو، الذي بات يُتهم من قبل نشطاء محليين ومراقبين بكونه المسؤول المباشر عن ما وصفوه بـ”خروج برشيد قسرًا من خريطة التنمية الوطنية”، بفعل تردي البنيات الأساسية وتراجع مؤشرات التنمية وتفاقم الإقصاء المجالي.
وفي الوقت الذي كانت فيه برشيد عنوانًا لنمو حضري متسارع، ونموذجًا في الجاذبية الاقتصادية والإدارية، يجد سكانها أنفسهم اليوم أمام واقع قاتم، جعل من مدينتهم نقطة سوداء في الخريطة الجهوية، بفعل ما اعتُبر “تدبيرًا مشوبًا بالزبونية والتفويت الممنهج للفرص التنموية”.
الاستياء الشعبي بلغ حدّ التشكيك في نوايا بعض المسؤولين المحليين الذين سبق أن وُجهت إليهم تهم الفساد، قبل أن يعودوا إلى الواجهة بمسوح الإصلاح، و”يفتون بين الناس”، حسب تعبير عدد من الأصوات المحلية الغاضبة، التي ترى أن العبث الإداري والمالي بات مغلفًا بخطاب الموعظة والشعارات البراقة.
واعتبر نشطاء محليون أن الوضع الحالي يعكس ما أسموه “تزييفًا للديمقراطية وتحريفًا لقواعد التدبير العمومي”، حيث غابت الإرادة السياسية الحقيقية لدى المجالس المنتخبة، وحلّت محلها تحالفات هشة، تفتقر للتواصل والانسجام، ولا تقدم حلولًا واقعية لمشاكل السكان.
ومن أبرز الانتقادات التي طُرحت في الساحة السياسية ببرشيد، ما يتعلق بما يُشبه سياسة “تمييز مجالي” داخل تراب المدينة، حيث يُتهم المجلس الجماعي بـ”تدبير شؤون أحياء معينة فقط”، في وقت تعاني فيه باقي الأحياء من الإقصاء والإهمال والحرمان من الخدمات الأساسية.
وتُواجه المعارضة أيضًا انتقادات بعدم قيامها بواجبها في مراقبة الأغلبية، بل وُصفت بأنها “تمارس سياسة المقاعد الفارغة”، في مشهد يعكس بحسب مراقبين، أزمة تمثيلية حقيقية وفقدان الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم.
في ظل هذا الوضع، يتعالى صوت الشارع البرشيدي مطالِبًا برحيل العامل نور الدين أوعبو، الذي يرون أنه “خان الأمانة وفوّت فرصًا ثمينة لإقلاع المدينة”، بل ويتهمه البعض بـ”بيع الإقليم في المزاد العلني لمن يدفع أكثر”.
ويبقى السؤال الذي يتردد اليوم بقوة بين سكان عاصمة أولاد حريز: متى ينتهي زمن التهميش والتفويتات المشبوهة؟ وهل سيتدخل من يملك القرار لتصحيح هذا المسار قبل فوات الأوان؟