هبة زووم – محمد خطاري
في خطوة تصعيدية جديدة، وجّه حزب التقدم والاشتراكية انتقادات لاذعة لحكومة عزيز أخنوش، متّهماً إياها بالاستمرار في ترويج “خطاب استعلائي” يتسم بما وصفه بـ”الرضى المفرط عن الذات”، في وقتٍ تُظهِر فيه المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية هشاشة الواقع المعيشي لشرائح واسعة من المغاربة.
وجاء في بلاغ صادر عن المكتب السياسي لحزب الكتاب، عقب اجتماعه الأسبوعي المنعقد يوم الثلاثاء 6 ماي 2025، أن “الحديث المتكرر عن إنجازات غير مسبوقة لا يجد له أي سند حقيقي على الأرض، بل تُكذّبه تقارير ومعطيات رسمية صادرة عن مؤسسات الدولة نفسها”، معتبراً أن هذا الخطاب لا يعبّر سوى عن انفصال حكومي واضح عن نبض الشارع ومعاناة المواطنين.
ويرى الحزب أن أخطر ما في هذا التوجه الحكومي ليس فقط غياب الاعتراف بالاختلالات، بل تعمُّد التهجم على المعارضة كلما رفعت صوتها بالنقد أو قدّمت معطيات مدققة، وهو ما وصفه البلاغ بـ”الأسلوب المرفوض الذي يحاول تخوين المخالفين واتهامهم بالكذب، رغم أن الوقائع التي استندت إليها المعارضة – ومنها ملف استيراد المواشي – مستمدة من وثائق رسمية لوزارة الاقتصاد والمالية”.
وأبدى حزب التقدم والاشتراكية أسفه لكون رئيس الحكومة وبعض قيادات حزبه باتوا يعتمدون خطابًا دفاعيًا يتجاهل مؤشرات حقيقية على الأزمة، كالبطالة المتفاقمة، وارتفاع الأسعار، وتراجع القدرة الشرائية، وتدهور جودة الخدمات الاجتماعية. واعتبر أن “لغة الإنجازات” لم تعد تُقنع حتى داخل الأغلبية، في ظل غياب نتائج ملموسة على الأرض.
وفي خضم هذا الوضع، أعلن الحزب عن دعمه للمبادرات الرقابية داخل البرلمان، وعلى رأسها الاتصالات الجارية بين مكونات المعارضة من أجل تقديم ملتمس للرقابة ضد الحكومة، داعيًا إلى “توفير شروط النجاح لهذه المبادرة الدستورية النبيلة، رغم كل العراقيل والمناورات التي تمارسها الأغلبية لإفشال أي آلية رقابية حقيقية”.
وتوقف البلاغ عند ما وصفه بـ”الاستغلال الممنهج للأغلبية العددية من طرف الحكومة”، مشيرًا إلى ما حدث خلال محاولة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول ملف استيراد المواشي، والتي تم عرقلتها – بحسب الحزب – بطرق تفتقر للشفافية وتُقوِّض مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وختم حزب التقدم والاشتراكية بلاغه بالتأكيد على استمراره في الترافع “الشجاع والموضوعي من موقع المعارضة الوطنية”، بهدف تسليط الضوء على ما اعتبره “الهوة العميقة بين التصريحات الحكومية والتزاماتها السابقة، وبين الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يزداد قتامةً يوماً بعد يوم”.

تعليقات الزوار