هل تحوّل نادي الوداد إلى مسرح دعائي؟ جدل “صفقة رونالدو” يجرّ سخرية واسعة ويكشف أزمة داخلية

هبة زووم – أحمد فيلالي
أثار تقرير نشرته صحيفة ماركا الإسبانية، بقلم الصحفي خوسيه فيليكس دياز، زوبعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مزاعم تفيد بدخول نادي الوداد الرياضي المغربي على خط الأندية الراغبة في ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال الميركاتو الصيفي المقبل.
ووفق التقرير، فإن إدارة الوداد ترى في التعاقد مع “الدون” صفقة استثنائية، رياضيًا وتسويقيًا، استعدادًا لما سمّاه المصدر “مونديال الأندية”. إلا أن مصادر مطلعة على كواليس الفريق البيضاوي سرعان ما كذّبت الخبر، واعتبرته “نكتة سمجة” سرّبها مقربون من هشام أيت منا، الرئيس الحالي للنادي، إلى الصحفي الإسباني، في محاولة بائسة – على حد تعبيرهم – لـ”تهريب النقاش” عن الأزمة الخانقة التي يعيشها الفريق.
رقم لا يُصدّق
ويطرح الراتب الحالي لكريستيانو رونالدو مع نادي النصر السعودي، والبالغ 183 مليون يورو سنويًا، أي ما يقارب 15.25 مليون يورو شهريًا، علامة استفهام كبيرة حول مدى منطقية الزج باسم نادٍ مغربي – مهما كانت شعبيته – في سباق كهذا.
فميزانية الوداد برمّتها لا تُقارن بما يتقاضاه النجم البرتغالي خلال شهر واحد فقط. فهل يعقل أن يموّل النادي المغربي راتبًا يوميًا يقارب نصف مليون يورو؟
دخان إعلامي لتغطية رماد التدبير
بالنسبة لعدد من المتتبعين، فإن هذه الزوبعة الإعلامية مجرد محاولة لصرف الأنظار عن موسم كارثي لم يجلب فيه النادي أي لقب، وسط توتر متزايد بين الجماهير والإدارة.
ويُحمّل كثيرون هشام أيت منا مسؤولية ما آل إليه الوضع، خاصة مع التراكمات التي جرّها من تجربته السابقة على رأس شباب المحمدية، والتي انتهت بانهيار الفريق إداريًا وتقنيًا.
“ماركا” في فخ السذاجة؟
المثير أن نفس الصحيفة التي نشرت خبر اهتمام الوداد برونالدو، كانت قد نشرت سابقًا تفاصيل عقد النجم البرتغالي الجديد مع النصر، والذي يتضمن شروطًا غير مسبوقة، من بينها منحه جزءًا من أسهم النادي السعودي.
فهل يعقل أن “ماركا” نفسها تقبل بتمرير سيناريو انتقاله إلى نادٍ لا يمتلك أصلاً القدرة على تحمل رواتب لاعبين أفارقة في بعض الفترات، ناهيك عن أسطورة بقيمة كريستيانو؟
خلاصة: عبث في زمن الأزمات
في نهاية المطاف، يعكس هذا الجدل العبثي خللًا عميقًا في التواصل داخل نادي الوداد، حيث تحوّلت الإشاعات إلى أدوات سياسية للتغطية على الفشل الرياضي وسوء التسيير.
وفي غياب توضيح رسمي من إدارة الفريق، تبقى الأسئلة مفتوحة: من المستفيد من تسريب هذه الأخبار؟ وهل صار اسم الوداد يُستغل فقط للترويج الإعلامي بدل الدفاع عن تاريخه الكروي؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد