الجديدة: المدينة تحتضر والعامل العطفاوي يتفرج على إهمال المسؤولين وفوضى الشوارع

هبة زووم – محمد خطاري
في الجديدة، لم تعد مسألة النظافة مجرد تقارير أو شكايات، بل أصبحت رحلة يومية للنجاة من الفوضى. فالمواطنون باتوا يحملون معهم أكياسًا بلاستيكية ليس فقط لجمع القمامة، بل لتفادي “الهدايا الطبيعية” التي تتركها الخيول في الشوارع، في مشهد يعكس احتلالًا عشوائيًا للدواب وتهاونًا واضحًا من الجهات المسؤولة.
المساحات الخضراء، التي كانت يومًا متنفسًا للعائلات والأطفال، تحولت إلى أراضٍ جرداء، تغزوها الأوساخ والغبار، بعد غياب الصيانة والعناية الضرورية. النوافير المتعطلة، الأشجار الذابلة، والمقاعد المهجورة كلها تشهد على حجم الكارثة البيئية التي تعيشها المدينة.
أما على مستوى السلامة العامة، فقد اجتاحت الكلاب الضالة الشوارع والأحياء وحتى الشواطئ، ناشرة الذعر بين السكان، خاصة الأطفال، الذين أصبحوا يخشون اللعب في الأماكن العامة.
هذه المشاهد تعكس أن المدينة، التي كانت تعرف بجمالها ونظافتها، أصبحت اليوم أقرب إلى قرية منسية في أطراف النسيان، حيث يغيب أدنى شرط من شروط الحياة الكريمة، ويبدو أن المسؤولين اختاروا ترك الأمور تنهار بلا تدخل فعلي يعيد الحياة لهذه المراتع المفقودة.
الجديدة اليوم في حالة يرثى لها، محتاجة إلى إصلاحات عاجلة وإدارة حقيقية لإعادة البهجة والروح التي كانت تميز هذه المدينة، ولتأكيد أن الحق في بيئة نظيفة وصحية ليس رفاهية، بل واجب على السلطات المحلية تجاه السكان.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد