تيليلا تكشف فشل أخنوش في الجمع بين رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس أكادير

هبة زووم – علال الصحراوي
يبدو أن حي تيليلا، بما يعيشه من تهميش مزمن وحرمان من أبسط المرافق والخدمات، بات مرآة تعكس فشل المجلس الجماعي لأكادير في تلبية انتظارات ساكنة المدينة.
لكن ما يجعل الوضع أكثر حدة هو أن على رأس هذا المجلس يوجد رجل ليس كأي رئيس، بل رئيس الحكومة نفسه، عزيز أخنوش، الذي يجد نفسه اليوم أمام اختبار حقيقي بين ثقل المسؤوليات الوطنية ومقتضيات التسيير المحلي.
حين ترشح أخنوش لرئاسة جماعة أكادير، حملت خطبه الكثير من الوعود، من تحسين البنية التحتية، وتوفير المرافق الأساسية، إلى جعل المدينة نموذجاً حضرياً حديثاً.
غير أن واقع أحياء مثل تيليلا يكشف أن تلك الوعود بقيت حبيسة الشعارات، إذ لا مستوصف، لا ملاعب قرب، لا مساحات خضراء، ولا طرقات صالحة للتنقل، فيما يستمر السكان في مواجهة مشاكل يومية مضاعفة مع غياب النقل وانتشار النفايات والكلاب الضالة.
التجربة التي يخوضها أخنوش اليوم في الجمع بين رئاسة الحكومة ورئاسة جماعة بحجم أكادير تبدو أبعد ما تكون عن النجاح. فكيف يمكن لرجل يطير بين العواصم، ويتحمل مسؤوليات وطنية ودولية جسيمة، أن يجد الوقت والقدرة لمتابعة تفاصيل تسيير مدينة بمشاكل متراكمة منذ سنوات؟ سؤال يفرض نفسه بقوة، والإجابة عنه يلمسها المواطن البسيط كل يوم في أزقة تيليلا وباقي الأحياء المهمشة.
غياب العناية بأحياء أكادير لا يعكس فقط تقصيراً في التدبير المحلي، بل يكشف أزمة في الرؤية السياسية ذاتها: هل رئاسة جماعة أكادير مجرد لقب إضافي في سيرة رئيس الحكومة، أم التزام فعلي تجاه ساكنة اختارت على أمل التغيير؟
الواضح أن المواطنين لم يعودوا يطلبون مشاريع كبرى أو أحلاماً وردية، بل فقط الحد الأدنى من العيش الكريم: نظافة، أمن، طرقات، ومرافق اجتماعية.
اليوم، حي تيليلا ليس مجرد حي مهمش، بل رمز لفشل تجربة الجمع بين المسؤوليات الكبرى. فإذا كان رئيس الحكومة لا يستطيع إخراج حي واحد من التهميش، فكيف يمكنه أن يقنع المغاربة بقدرته على قيادة تنمية وطنية شاملة؟ إنها أسئلة مفتوحة، لكن المؤكد أن ذاكرة الساكنة لا تنسى، وأن ساعة المحاسبة، ولو تأخرت، قادمة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد