تزامنا مع اقتراب مؤتمره الخامس.. مبادرة جديدة داخل الأصالة والمعاصرة يدعو موقعوها لحوار داخلي لإخراج الحزب من مأزقه

هبة زووم – ليلى البصري
أطلق عدد من مناضلي حزب الأصالة والمعاصرة مبادرة جديدة عبر تنظيم مائدة مستديرة تشكل بداية مسار للحوار الداخلي مضبوط من حيث منهجيته ومواضيعه وجدولته الزمنية، حوار يتمنى من خلاله الموقعون على هذه المبادرة أن يكون مثمرا وبناء، ومحققا لغاية المصالحة ورأب الصدع، ولئم الجروح التي أصابت الحزب، والبحث في سبل تقوية مناعة المؤسسة الحزبية وضمان عدم تكرار ما لحق بها وبقوانينها وقيمها من أضرار وما عاشوه من تشتيت للجهود وهدر للطاقات.
وأرجع موقعو المبادرة أسباب خطوتهم للمرحلة الدقيقة التي يمر منها حزب الأصالة والمعاصرة اليوم، أصبح يوجد فيها على مفترق طريقين لا ثالث لهما، إذ تحدق به نذر الانهيار، كما تتراءى له في الأفق بشائر انبعاث جديد، ووحده قرار مناضلات ومناضلي الحزب سيحدد أي الطريقين سيتم سلكها، طريق الانهيار أو طريق الميلاد المتجدد.
وأكد أصحاب المبادرة على أن طريق الانهيار سهل، إذ يكفي الذهاب الى المؤتمر بدون بوصلة ولا عرض سياسي واضح ولا خارطة طريق واقعية لإعادة الروح لمشروع الحزب الذي أريد له آن تخالطه الشكوك وأن يتم تقديمه ككبش فداء لخطايا الحقل الحزبي الوطني.
واعتبر أصحاب المبادرة الجديدة على أن أفق الميلاد المتجدد، واستعادة الحزب لكامل وزنه وأدواره، ليس، لحسن حظنا جميعا، بعيد المنال، وإن كان السبيل إليه، في الأمد المنظور، يتطلب من الجميع، بذل عمل شاق ومجهود مضاعف لعلاج ما لحق الحزب من أعطاب، ولا وسيلة لسلك هذا السبيل، غير الحوار الداخلي، والإنصات المتبادل، ونبذ الأحكام المسبقة، والحلول الجاهزة، والانطلاق من المشترك الذي يتقاسمه الجميع.
وضمانا لشروط نجاح ونجاعة هذه المبادرة، فقد دعا أصحاب المبادرة رئاسة المجلس الوطني للعمل على إلتئام هذه المائدة المستديرة باستعجال والإشراف عليها، ولضيق الوقت وأمام استحالة، في الأمد المتبقي عن عقد المؤتمر، ضمان مشاركة الجميع، فإنهم لاعتبارات عملية، قد وضعوا ثقتهم في الأمناء العامين السابقين للحزب بمعية قياديين من المؤسسين وممن وقعوا هذه المبادرة، من أجل المشاركة في أشغال هذه المائدة المستديرة، ضمانا لنجاح اشغالها.
وكشف أصحاب المبادرة على أنه يتوفرون على وثيقة مشروع خارطة الطريق يقدرون، أنها كفيلة بإعادة الوهج لروح الحزب، ويمكنها، بصفاء وصدق النوايا، أن تشكل نقطة بدء مسار لحوار داخلي، تحدد المائدة المذكورة منهجيته، ونطاقه، ومساره، وبرمجته الزمنية.
وفي الأخير، يأمل أصحاب المبادرة إلى أن يفضي هذا الحوار الداخلي الى بلورة مشروع مبادرة هي بمثابة ميثاق نتوجه على أرضيته، بنفس وحدوي، نحو المؤتمر الوطني الخامس، بميثاق يبتعد عن منطق التسويات المرفوض، وأن يعرض على جميع المناضلات والمناضلين من خلال مؤسساتهم وعلى رأسها برلمان الحزب في دورته المقبلة، على ان يبقى المؤتمر مفتوحا ويتم استكمال النقاش الفكري والسياسي وطنيا وجهويا و محليا عبر تدشين لقاءات كبرى بتأطير من قيادات الحزب.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد