سيدي قاسم على مفترق الطرق والعامل ندير الحبيب أصبح مطالبا بالتحرك قبل فوات الآوان
هبة زووم – الحسن العلوي
حين يغلب قانون القوي يأكل الضعيف لا تحاول أن ترهقوا أنفسكم بالبحث عن أسباب فشل التنمية بسيدي قاسم، بحيث صرنا داخل غابة يحكمها قانون الغاب ليعود بي المشهد إلى الرسوم المتحركة “ماوكلي”..
وحيش مفترس يقتنص الفرص والطرائد السهلة المنعزلة وآخرون ضباع سخروا أنفسهم لخدمة “شريخان”، بينما “ماوكلي” وزمرته يحاولون العيش بسلام منتظرين قطيعا من الغزلان لاقتناص تلك الغزالة الضعيفة أو المنعزلة…
المهم أن الجميع يأكل ويقتنص الفرص كل حسب طريقته فمنهم من يناله حظ أوفر ويأكل اللحم وآخر تصله بعض القضمات المتفرقة وآخرون وهم الأغلبية لا يصلهم إلا الفتات من العظام…
لا شك أن الإنسان عالم أصغر في كينونته، ولا شك أن نوعيته منطلق لشكل العالم الأكبر، فالذرات عندما تتجمع وتزداد كثرة ويسود بينها الانسجام تخلق كيانا آخرا يسمى قنبلة ذرية، ولا شك في كون تعداد هذه القنابل بالعالم يغيب معه الإحساس بالأمن والأمان ويقرب إليه الإحساس بالخراب والدمار والهــلاك…
العوامل كثيـرة، تحتاج إلى زمن لحكيها وكتب لجمعها وتدوينها، لكن أكتفي بذكر الذي أفاض الكأس وعجـل بإخــراج عصــام الذرة إلــى حيــز الوجــود..
إنــه الظلــم العــام، ظلــم المجتمــع وظلــم الاقتصــاد وظلــم السياســـة.. الظلــم الخــاص، ظلــم اللاعدل الصــادر عن بعــض رجــال العــدل وأهلــه.. وهذه هي المصيبة لأن هــذا الظلــم لا يستســاغ، وكلمــا زاد جــور العدل زادت نسبة التمرد في نفس البشرية، أما حمــاة الفســاد فيتركــون أهلهـــم يعيثـــون في الأرض فســادا بيــن رعايــا صاحــب الجلالــة.
بحيث تم تحويل مركب اجتماعي عبارة عن مركز للاستقبال والتكوين المستمر وحماية الطفولة، تم إنجازه من مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، إلى فندق مصنف تابع للخواص، وسط صمت غير مفهوم للعامل ندير الحبيب.
ما يحدث بسيدي قاسم أصبح يلزم العامل ندير الحبيب بالتحرك قبل فوات الآوان، لأن القادم سيأتي على الأخضر واليابس، والصمت في مثل هكذا حالات ليس له إلا معنى واحد، لهذا أصبح لزاما على الرجل الأول بالإقليم أن يضع مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مجهر المحاسبة والتمحيص، وغير ذلك قد يجد الرجل نفسه هو الآخر في موقع المساءلة؟؟؟
سيدي قاسم اليوم لم تعد تستحمل التلاعب بأموال مشاريعها على قلتها، فهي في حاجة لرجال يضعونها على سكة التنمية ويخرجونها من النفق المسدود، الذي اختار مجموعة ممن أسندت لهم أمورها وضعها خارج سكة الزمن التنموي لمصالحهم الخاصة..
سياسة “كم من حاجة قضياناها بتركها” لم تعد قادرة اليوم على إخراج الإقليم من نفقه المسدود، الذي تم إدخاله إليه قسرا، فعلى المسؤول الأول بالإقليم أن يعرف أنه مؤتمن على مصالح رعايا صاحب الجلالة، وعليه أن يحرك الماء الراكد تحت مجموعة من المشاريع ويضع حدا للتلاعب الحاصل فيها، والتي حولت إلى ضيعات خاصة، وغير ذلك سيجد نفسه خارج لوائح الحركة الانتقالية لرجالات السلطة، والتي أصبحت قريبة أكثر مما يظن؟؟؟