خريبكة: انسحاب هيبة الدولة بعاصمة الفوسفاط والعامل الشنوري يرفع الراية البيضاء
هبة زووم – أبو العلا العطاوي
مدينة خريبكة حولها الفقر والعبثية وضعف التسيير وانسحاب هيبة الدولة إلى بؤرة سوداء، وجعل منها جزيرة للعبث والاستهتار بالقوانين، في زمن تشهد في المدن المغربية ثورة تنموية شاملة.
موقعها الجغرافي بين القطب الاقتصادي والقطب السياحي، جعل الحلم مشروعا، لدى عدد من سكانها، في الانتقال بخريبكة من مجرد جماعة خريبكة بمظاهرها القروية (تجول الدواب، الكلاب الضالة، ضعف الإنارة، غياب مرافق ترفيهية وثقافية…) إلى قطب تنموي هام ومنطقة صناعية غير ملوثة تشغل جيشا كبيرا من العاطلين وتوفر مداخيل مالية للتنمية المحلية، قبل أن يستحيل هذا الحلم إلى غبار تذروه رياح الجشع واستئساد لوبيات الفساد وتحالف بعض من أصحاب التدبير مع مافيات العقار التي استعمرت المدينة واحتلت جميع أطرافها…
العامل الشنوري ممثل الإدارة الترابية رفع الراية البيضاء أمام سرطان محاربة التغيير الذي ينخر كل مبادراته الإصلاحية، فمنذ وطأت قدمه تراب العمالة لم يغمض له جفن وظل يتنقل بين الأزقة والشوارع قصد رصد الخصاص، ونهج سياسة القرب من المواطن، والسهر شخصيا على عدة مشاريع، لكن بالمقابل فشل أمام المفسدين الذين حولوا كل مبادراته ومشاريعه التنموية إلى حملات انتخابوية سابقة لأوانها، مما حدا به إلى إجراء عملية جراحية للعديد من المشاريع.
عندما نرسم وردة على الورق لا تكتمل روعتها بدون عطرها، كذلك بعض المشاريع عندما نرسمهم صورا في دفاتر للتحملات وملفات للدراسات، لا يحققون التنمية إلا إذا خرجوا للوجود…
بمدينة خريبكة عشرات المشاريع المدونة على الورق إنه ما يشبه التحالف المقدس بين استراتيجية التنمية الحضرية وبرنامج التأهيل الحضري وأخرى قطاعية لمؤسسات حكومية، مع مسؤولين هلاميين لم ينسجموا مع العهد الجديد لروح وفلسفة دستور 2011، كما لم يستوعبوا الدروس والرسائل المشفرة لخطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس حول التنمية.