هبة زووم – أبو العلا العطاوي
أثار ما يجري بغرفة الفلاحة لجهة الدار البيضاء – سطات العديد من علامات الاستفهام، لا تخص فقط طريقة تسيير قنديل بل بعض الموالين، وكيف يبرع بعض المستشارين في ارتداء ثوب المنتقد تارة والمثني على سيده الرئيس تارة أخرى، لأن الأمر واضح للعيان، ولعل المبتدى في السياسة سيفهم دون كثير عناء أن كل القضايا التي يطرحها قنديل تدبر بليل.
بل ما يتعلق بالسادة أعضاء غرفة الفلاحة، وكيف كان البعض منهم عند بداية انتدابهم يقيمون الدنيا ويقعدونها مدعين دفاعهم المستميت على مصالح الفلاح والكساب، تسمع كلمات ضخمة، وحديث عن المبادئ والقيم والأخلاق، وعن الشفافية والنزاهة، وما هو واقع وكائن أمر آخر، لأنك لن تجد فاسدًا يبرر الفساد، ولا منافقا يجادل في كون الكذب أمرًا مستهجنًا، ولا انتهازيًا يمدح الانتهازية، بل إن الفاسدين والمنافقين هم الأكثر قدرة أحيانًا على انتقاد الفساد والدعوة للتطهير.
لماذا نقول هذا؟ لأن عدد من محترفى الفساد في كل العصور، وهم يتحدثون عن النزاهة والطهارة والشرف، لديهم نظريات في الحديث عن الفساد والدعوة لمواجهته كأنهم من كبار رجالات أجهزة الرقابة، ويقدمون رؤى عميقة للمشكلات، وحلولًا عبقرية، وما أكثرها المعارك التي نراها اليوم في مواقع عدة، ظاهرها الحرص على المصلحة العامة، وباطنها المنافسة للبحث عن مكان بجوار الرئيس لتحقيق مآرب خاصة.
كيف لا والمعروف أن من جاور الرئيس قنديل أصبح أكثر قربا من قراراته خصوصا تلك المتعلقة بمواضيع التعويضات عن السفريات (وقع قبل أيام رحلة أكادير) والتكليفات أثناء تنظيم المعارض ومنتديات الاقتصادية الدولية التي تقيمها الغرفة، أو إبرام اتفاقيات الشراكة أو التكفل وغيرها، وجميعها سنفرد لها مقالات مطولة حتى نكشف للفلاح والكساب سرائر من يمثلهم في الغرفة ويدعي الطهرانية وينتقد الفساد.
![](https://www.hibazoom.com/static/uploads/2024/01/coverhibazoom-150x150.png)
تعليقات الزوار