فوضى التعمير تطيح برئيسة قسم ببنسليمان والعامل اليزيدي يختار سياسة الهروب إلى الأمام

هبة زووم – أبو العلا العطاوي
أريد أن أنسى أو على الأقل أتناسى ما يحدث بعمالة بنسليمان في الحاضر، لكن ضمير الماضي يؤنبني و يقول بصوت خافت في أذني “كفى”، نعم إنه الماضي الأليم الذي لازلنا نعيش بعض فصوله الأكثر درامية و قساوة.
الأمور تزداد قتامة، خصوصا عندما نتذكر أخطاء وخطايا العامل سمير اليزيدي والتي لازالت نفسها تقريبا مع تغير طفيف لا يكاد يذكر، بالإضافة إلى ضعف التدبير في كافة المجالات، وأخرها وليس آخرها فضيحة إعفاء رئيسة قسم.
وكما قال الشاعر الكبير تميم البرغوثي في إحدى قصائده المشهورة “يا كاتب التاريخ تمهل قليلا في كتابته”، ولا تتعجل عن أن تدون آهات الفقراء وصراخ اليتامى والجياع الذي يتكرر كل يوم بعدد ذراة الكون ولا مجيب لذلك سوى رب العالمين.
أما من كلفوا بتدبير شؤون هؤلاء القوم فهم ابد الدهر غافلون عما يحدث و كأنما الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد، فمنظار الرقابة بعيد عنهم كل البعد، بعد المشرق عن المغرب.
وقد اتضح ذلك جليا من خلال التجربة على أن منظار الرقابة مثبت بالاسمنت على اتجاه واحد ألا وهو الطبقة الضعيفة من المجتمع، بحيث يرصد كل تحركاتهم تاركا المجال للشخصيات الكبرى وأصحاب النفوذ بالتحرك بكل حرية في هاته الأرض السعيدة للبعض التعيسة للكثيرين.
جولة بسيطة بالنفوذ الترابي لإقليم بنسليمان، سترى بالعين المجردة ودون أن تحتاج إلى منظار المجازر العمرانية وفضائح التعاونيات السكنية التي يسجل أصحابها والقائمون عليها في “خرج ولم يعد”، وكل ذلك يقع تحت أعين السلطات التي تنام، إلا أنها هذه المرة اختارت النوم في العسل بمحض إرادتها أو لمصالحها الخاصة.
و يندرج في هذا الصدد أيضا مقولة لمحمود درويش يؤكد فيها على تدهور الأوضاع وتعاسة المعيشة بحيث أنه يقول “لم يعد في وسع هذا القلب أن يصرخ أكثر”.
ولأن السيل قد بلغ الزبى وربما تجاوزه أيضا، فإذا كان الكاتب الكبير غابرييل غارسيا ماركيز كتب رواية مئة عام من العزلة، فانا أقول لصناع القرار بأننا نعيش مئة عام من العزلة والقهر والتفقير والتجويع في عهد العامل سمير اليزيدي ويجب عليهم اتخاذ التدابير اللازمة لتجاوز الصدمة فقد أعذر من أنذر.
فإعفاء مسؤولة قسم التعمير لا يعفي العامل سمير اليزيدي من المسؤولية، التي تقع كلها على عاتقه، خصوصا أمام فوضى التعمير التي يعيش على وقعها كل النفوذ الترابي للإقليم، وهو سيتدعي بالضرورة إعفاءه من مهامه، كون كل التقارير التي توضع على مكتب تؤكد خطايا وأخطاء التعمير التي ترتكب منذ أن جلس على مكتبه المكيف ببنسليمان، ونحن بدورنا نحيله على المثل العربي القائل “إذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص”؟؟؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد