بنسليمان: صرخة مدينة تئن تحت وطأة الإهمال في عهد العامل اليزيدي

هبة زووم – أبو العلا العطاوي
تواجه مدينة بنسليمان أزمة حقيقية تهدد مستقبلها، حيث تشهد تدهوراً ملحوظاً في مختلف المجالات الحيوية، وتحولت من مدينة واعدة إلى مدينة تعاني من الإهمال والتهميش.
فبعد أن كانت تتطلع نحو مستقبل زاهر، أصبحت تعاني من مشاكل متراكمة تهدد حياة ساكنتها وترسخ شعورًا عميقًا بالإحباط والاستياء.
اليوم الزائر لمدينة بنسليمان يرى رأي العين أنها لم تبارح مكانها رغم الإقلاعة التنموية التي شهدتها مدن الجوار، فحتى المكتسبات نال منها دهر النسيان وغدر الإنسان…
يشهد الوضع في بنسليمان تراجعاً خطيراً على جميع المستويات، فالبنية التحتية آيلة للسقوط، والخدمات الأساسية متردية، والبيئة ملوثة، والجريمة تتفشى.
تحولت المدينة إلى مكب للنفايات، ومصدر للروائح الكريهة، وملاذاً للعناصر المشبوهة.. مشاكل تتفاقم بالجملة وتدخلات الإنقاذ بالتقسيط، جعل تطلعات واحتياجات الساكنة تتراكم، وطريقة تدبير صفقاتها تتراوح بين العشوائية والشبوهات.
تتعدد الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور المريع، ويمكن إرجاعها إلى سوء الإدارة والفساد المستشري، بالإضافة إلى غياب الرؤية الاستراتيجية للتنمية.
فالقرارات المتخذة غالباً ما تكون عشوائية وغير مدروسة، والمصالح الشخصية تأتي على حساب المصلحة العامة، كما أن ضعف المراقبة والمحاسبة سمح لهذه الممارسات بالانتشار والتجذر.
سفينة ابن سليمان تجدف هنا وهناك بحثا عن شط الآمان، وجرعات الأنسولين لإنعاشها لا تعدو در للرماد أمام المطالب، نريد تنمية حقيقية بمشاريع واضحة في الميدان تستجيب لتطلعات المواطنين، وغير ذلك يلزمني بالمطالبة بحماية المصلحة العامة للبلاد والعباد وللحيلولة دون اضطراب سير المرافق العمومية والحفاظ على حقوق الغير المعرضة للتهديد جراء التقصير والتهاون.
إن مدينة بنسليمان تستحق أن تعيش، وأن تستعيد مكانتها كمدينة حيوية وواعدة، ولكن هذا يتطلب تضافر جهود الجميع، من مسؤولين ومواطنين، للعمل معاً من أجل تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.. فصوت بنسليمان يصرخ، ولا يمكن تجاهله.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد