هبة زووم – أبو العلا العطاوي
تبقى ساكنة إقليم أزيلال قاطبة تندب حظها في ظل التسيير الفاشل للعامل العطفاوي، فساكنة جماعات الإقليم وقراه وجباله وتلاله أصبحت تطلب اللطيف وتحسب الساعات وليس الأيام كي تنتهي حقبة عامل أزيلال.
والحال كما ذكر، والفساد الظاهر للعيان بالإقليم جعل ساكنة جماعة أيت تمليل الأحرار تعطي انطباعا على أن دار لقمان ستظل على حالها، وأن التغيير المنشود بعمالة المدينة ظل بعيدا عن الصرامة وأن النزاهة ستظل غائبة إلى أن يغيب القمر، وبذلك يبقى رهان الإصلاح مؤجلا إلى اجل غير مسمى بأزيلال بفعل بعض المحسوبين على السياسة وبعض المسؤولين إداريا..
وأمام هذا الوضع المتسم بالعبث، لم تجد ساكنة جماعة أيت تمليل لتابعة بدا من التحرك، قبل أيام، في مسيرة احتجاجية في اتجاه ورزازات، قطعت خلالها مئات الكيلومترات، ملتحفة السماء في الليل بأطفالها وشيوخها ونسائها من أجل تزويدها بالماء الصالح للشرب.
اليوم العامل العطفاوي بعد ما فشل في تحقيق التنمية ومطالب سكان الجبل، أصبح يصدر مشاكله إلى عمالات وأقاليم أخرى، مثل ورزازات وقلعة السراغنة، التي تعيش بدورها مشاكل شبيهة بما يحدث في النفوذ الترابي للعامل العطفاوي.
ما يقع داخل إقليم أزيلال أصبح ينذر بالخطر ويتطلب على وجه السرعة تدخل السلطات المركزية عبر إرسال مفتشيه إلى المنطقة للوقوف على ما يحدث فيها من فوضى أصبحت تدفع جزءا من الساكنة إلى تنظيم مسيرات إلى أقاليم أخرى للمطالبة بخدمات بسيطة كالماء أو الكهرباء.
ومن إعادة فرض هيبة الدولة أصبح لزاما على وزارة الداخلية، في ظل الضعف الواضح للعامل العطفاوي إبعاد المندسين عن الميدان السياسي من جهة، وإبعاد مدسوسين في وظائف تسلقت الجبال من جهة أخرى، ثم متابعتهم إداريا وقضائيا، وسيعطي ذلك، لا محال نتائج ستبهر من كان إلى حدود الأمس القريب يعتقد أن المسؤولية بإقليم أزيلال تختزل في استغلال النفوذ والزبونية والمحسوبية والبيع والشراء في قضايا المواطنين.. وهو الموضوع الذي سنعود إليه لاحقا بالدرس والتحليل..
وقد استغرب العديد من المواطنين عن السر الذي يكمن في بقاء عامل الإقليم الحالي العطفاوي في منصبه إلى حدود الساعة، رغم أن الأخطاء والخطايا بالإقليم قد فاحت رائحتها، بالإضافة إلى سكوته عن بعض الفاسدين التي تلوكهم ألسنة السماسرة بكل بساطة في الشوارع وفي الدروب وفي الأزقة وفي المقاهي وفي الأسواق وحتى في الحمامات…
وإلى ذلك، سيبقى إقليم أزيلال وساكنته بمثابة رهينة في يد مسؤولين ولا حنكة ولا حصافة لا تبصر لها، إلا بحياة تبعث من عاهل البلاد، ولسان حال المواطنين ومعهم واقع مرير يصرخون بأعلى الأصوات.. واملكاه..
تعليقات الزوار