هبة زووم – الحسن العلوي
إلى أين أنتم ذاهبون بنا أيها السياسيون المركشيون؟ أين بحبوحة العيش التي وعدتمونا بها بعد أن مكناكم من مقاليد الحكم؟ هل تبخر كل شيء وصرتم على منوال ما كان قبلكم مجرد قطع غيار في مسار ثابت ومستمر؟
لماذا رفعتم سقف الوعود وانتم تدرون أنكم لم ولن تبلغوها؟ رغبتم في المكاسب والمراتب وسخرتم كل جهودكم لنيلها وعندما بلغتم مرادكم بعتمونا للوهم، ايقظتمونا من حلم كاذب على كوابيس واقع مليء بالمآسي والمعانات والاحباط، على وطن يعيش في حضنه شعب بلا أمل في المستقبل.
لن أبالغ كثيرا إن قلت إنه يمكن أن يلامس السقف لو وضعت جميع الملفات الخاصة بالبرامج الهلامية والاستراتيجيات العالقة والمشاريع الجامدة على عروشها بعضها فوق بعض..
فهذا المسؤول أو ذاك عليه أن يراجع كل ملف على حدة، وعليه أن يتخيل الوقت الذي سيمضيه بين هذه الأكوام المكدسة من الملفات حتى ينهيها جميعا ويسهر على تفعيلها، لأني اعتبره أضاع فرصة من ذهب عندما نال شرف الجلوس على مقعد القرار فحتى لو حاول تصحيح مساره سيجد المسؤول الجديد في الباب ينتظره لجمع أغراضه.
وعليه، فأشكرك أيها المسؤول لأنك علمتني بمقدماتك الطلية ذات اللغة الجزلة ومعاطف جملك السميكة التي مازالت تحرس خطاباتك وكأنك خارج من القرن الرابع الهجري للتو، أن لا أثق في المحاسن البديعية التي تحرس النص المتورم لأي مسؤول مثلك يتنكر لوطنيته.
إن أي مراجعة لما يدور في شوارع وأزقة والممارسات الميدانية بمراكش في ظل تسيير العمدة فاطمة الزهراء المنصوري سيكشف عن الطبيعة “الحربائية” التي يتمتع بها بعض المسؤولين بعيداً عن شقاء المحاسبة وكشف خبايا الدفاتر التي ظلت معلقة في هواء النطق والتصريحات أو في رفوف نال منها السوس و تكالب عليها الدهر.
الشيء الذي جعل هاته النوعية من المسؤولين يخسرون فرصة من ذهب وشرف عظيما أن يكونوا مواطنين، لكن التاريخ لن ينساهم كما لن ينسى من خدم هذه البلاد بكل صدق، واختم ببيت الشاعر المتنبي: “من طلب العلى بغير كد … أضاع العمر في طلب المحالِ”.

تعليقات الزوار