هبة زووم – أبو العلا العطاوي
يوم اختلف الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع الصحافي الأشهر في القاهرة آنذاك، محمد حسنين هيكل، حول خط تحرير جريدة الأهرام، وبالتحديد حول منهجية التفاوض مع أمريكا وإسرائيل بعد حرب اكتوبر 1973 قام السادات بإزاحة هيكل من إدارة جريدة الأهرام وهي انذاك جريدة مقروءة وموثرة في كل العالم العربي وقال له: يا محمد، ليس من المنطقي أن تظل مصر كلها تقرأ لصحافي واحد .
فرد عليه هيكل بسرعة بديهته: الأخطر من أن تقرأ مصر كلها لصحافي واحد يا سيادة الرئيس، هو أن تكتب الصحافة كلها في مصر لقارئ واحد، وكان يقصد طبعا بالقارئ الوحيد رئيس الجمهورية.
اليوم أزيلال تعيش على إيقاع واحد و حيد تمثل في التنكيف للعامل الغير مأسوف على رحيله عطفاوي، الذي أرجع الإقليم إلى سنوات العصر الحجري، حيث أن أخطاءه وخطاياه أصبحت قائمة بذاتها عنوانها الواضح والفاضح مجالس منتخبة قتلت التنمية بالإقليم وأصابته بالسكتة القلبية.
إن الاختلاف يا سادة هو جوهر العمل الصحافي ومبرر وجود الإعلام، وحيث لا اختلاف لا إعلام.. البروباغاندا وحدها من تسبح في البرك الآسنة بإقليم أزيلال اليوم، أما الإعلام الحر والمهني فإنه يسبح في مياه متحركة و متجددة وحتى هادرة، طلبًا للحياة ولمواكبة تغيرات الزمن والإنسان والعصور والأحوال.
اليوم يتامى العامل عطفاوي هم وحدهم من يبكونه أما ساكنة الإقليم فقد تنفست الصعداء في انتظار أن يقوم العامل الجديد بإعادة ترتيب الأولويات، عبر إبعاد “النكافات” عن مسار عمله إن كان فعلا يبتغي الإصلاح.
وفي الأخير، نقول لهذه الفئة أن من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد العامل عطفاوي فقد رحل، فما عليكم إلا تتغيروا وتطوروا من أنفسكم أو أن ترحلوا ووتركوا مجالا للحقيقة كي تبرز للعيان بدون مساحيق تجميل؟؟؟
تعليقات الزوار