عضو بجامعة مولاي اسماعيل يشرح تفاعلات التغيير الحاصل بقطاع التعليم العالي

هبة زووم – محمد أمين
من أجمل ما كتب عن التغيير الحاصل في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مقال متداول على وسائط التواصل الاجتماعي لمحمد حاتم، والذي يشغل عضو مجلس جامعة مولاي إسماعيل وعضو مجلس التدبير، عنونه بالميداوي كركب الميراوي.
ووصف ذات المتحدث الحدث بعبارة “الميداوي كركب الميراوي ” وهي بحسبه عبارة يتداولها حاليا نشطاء التعليم العالي في المغرب، تعبيرا منهم عن فرحة مدفونة، تغطي آلاماً غائرة تركها الوزير السابق عبد اللطيف الميراوي، الذي فعل الأفاعيل داخل الوزارة، فاهتم بكل شيء إلا بإصلاح الجامعة المغربية.
واوضح ذات المتحدث أنها أيضا عبارة تُحاكي بعض الأمثال الشعبية المغربية التي تُستخدم لوصف حالات تبدل المواقف وانقلاب الأدوار، مثل قولهم “الدنيا دوارة” وقولهم كذلك “حالفة الطريق حتى تلاقي العدو والصديق”.
وبحسبه فإن المقصد العام من الفكرة، فيحتمل أوجه متعددة للقراءة، أولها أن الميداوي الذي عانى الأمرين مع الميراوي لما كان هذا الأخير وزيرا، وضايقه في منصبه أشد مضايقة، كما فعل مع أغلب باقي المسؤولين المحسوبين على العهد السابق، والذين لم يخضعوا لنزوات الميراوي الشخصية، سيأتي هذا الأخير ويزيح الميراوي من على رأس الوزارة، وكأنه يرد الدين على طريقتِه الخاصة.
ويسترسل حاتم “بشكل لم يكن ينتظره أكبر المتفائلين، يجد الميراوي نفسه اليوم في موقف لا يُحسد عليه، حيث حلّ مكانه عدوه اللذوذ، الذي كان إلى الأمس القريب يتهكم عليه ويسخر من تركته، في مشهد عقابي كاريكاتوري يعكس عدالة القدر، وفي ذلك عبرة لأولي الألباب لعلهم يعقلون”.
ولعل عودة الميداوي إلى الساحة الجامعية من بوابة السياسة هذه المرة، و بأسلوب جديد، بحسب حاتم، يحمل نكهة ساخرة لتركة الميراوي، فقد جعل الميداوي أول قراراته في أول يوم له على رأس الوزارة، هي توجيه تعليمات لمعالجة الملفات العالقة التي تركها سلفه، والتي أقل ما يقال عنها أنها “جرائم أكاديمية” تتمثل في اعتماد نظام جديد ظاهره إصلاح منشود وباطنه إفساد موعود.
ولعل المقصود هنا، تلك السياسات التي لم تكن تهدف إلى تحسين أوضاع الجامعة، بقدر ما كانت تسعى إلى فرض منطق “أنا ومن بعدي الطوفان”.
وإذا أضفنا إلى ذلك سلسلة التعيينات المشبوهة التي قام بها الميراوي طيلة ولايته، والمتمثلة في كلمة “كركب” التي جاءت في عنوان هذا المقال، فسنعلم أن أول ما ينتظر الوزير الجديد، هو تصفية تركة سلفه، الذي أتى ببعض العناصر التي تشبه شخصيته النرجسية الحاقدة لتسيير شؤون الجامعة المغربية، بحيث عين مسؤولين لم يستوعبوا حجم المنصب الذي أُسند إليهم في الظلام، وبالهواتف التي تشتغل بالليل، بعيدا عن نتائج لجان الإنتقاء، وهذه لوحدها قنبلة إدارية موقوتة أتمنى من الميداوي عدم الاقتراب منها، درءا لمفسدة عليا قد تصيب جل المؤسسات الجامعية التي شهدت تعيينات في عهد الميراوي.
الاستاذ صاحب المقال ختم كلامه باعتبار أن الميراوي أساء كثيرا للتعليم العالي الوطني، وكرس لسياسة الولاءات داخل الوزارة، حتى أصبح جل رؤساء الجامعات المغربية يمارسون نفس النهج مع رؤساء المؤسسات الجامعية التي يشرفون عليها، مقلدين في ذلك ولي نعمتهم، ومستقوين به على النزهاء “منين يزعم الفار على المش عرف الغار قريب”، فبادروا إلى إعفاء كل صوت يعارض توجهاتهم وأمراضهم النفسية، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة. وهو ما يُنتظر من الميداوي معالتجه في أقرب وقت ممكن، حتى تُرجع المظالم إلى أصحابها، لأن العدل أساس الإستمرارية.
واستنتج المتحدث أن الجامعة المغربية مقبلة على سلسلة كبيرة من الإصلاحات والتعيينات والإعفاءات، وسينتظر السيد الوزير، أول خطأ من تركة الميراوي ليفعل المساطر في حق المذنبين “كيتسناهوم ف الدورة”، مما من شأنه أن يجعل تركة الميراوي تعيش حالة من التوجس والحذر والخوف، قد تساهم في خلق بلوكاج حقيقي داخل المرفق الجامعي.
وعلى غرار المثل القائل “دوام الحال من المحال”، يتفاءل جل الجامعيين والطلبة في أن الميداوي قد ينجح في تصحيح المسار و”يداوي الجرح” الذي خلَّفه سلفه، الذي كرس إعفاءه حالة كبيرة من الإرتياح في الوسط الجامعي، وانفراج سياسي وطني كبير، مستبعدين كون هذا التعيين لا يعدو أن يكون “تغيير الطربوش بنفس الرأس”.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد