وجدة: ما السر وراء الانتشار غير مسبوق للمخدرات في الجهة الشرقية؟

هبة زووم – محمد أمين
أزقتها الضيقة كانت شاهدة على أحلام شبابها، لكنها اليوم تشهد على مأساة حقيقية.. وجدة، المدينة التي كانت تضج بالحياة، تعيش اليوم تحت وطأة وباء المخدرات، الشوارع التي كانت تعج بالمارة، أصبحت اليوم ملاذاً للمدمنين، والمدارس التي كانت تزخر بالطلاب، أصبحت ساحة حرب يخوضها شبابنا ضد أنفسهم. فما الذي أدى إلى هذا الوضع الكارثي؟ وما هي الحلول الممكنة لإنقاذ هذه المدينة؟
قيل الكثير عن تجارة المخدرات بوجدة وشبكات توزيعها ليس في المغرب بل في الدول المجاورة، وقد أصبحنا نرى في زمن التواصل السريع تهديد باطرونات المافيات من المغاربة يخرجون بوجوهم السافرة ليتحدوا بعض الجهات الأمنية في المغرب ويبتزونها بفتح الملفات القديمة والجديدة وكشف الأوراق.
وما كان هؤلاء ليتجرؤوا على ذلك لولا أنهم يعلمون جيدا أنهم مسنودين من جهات تعرف من أين تؤكل الكتف، ومتأكدين أنهم فوق كل مذكرة اعتقال حتى لو وطئت أقدامهم أرض المغرب.
السؤال الذي يطرح دائما هو من أين لك هذا؟ والجواب الذي لا يقابل ذلك السؤال هو دائما أنه تم إنشاء لجان ومجالس وهيآت تحقق في الفساد وفي السطو على الثروة، وتصوير الاجتماعات والتصريحات المكوكية، التي سرعان ما يتناساها الناس بعد نشر الصحافة المغربية السمعية البصرية خاصة، فضيحة فلان مع فلانة، أو علان مع علان من أجل علانة، لتحويل الأنظار عن القضايا المهمة، وإشغال العقول بأخبار تافهة.
الأسئلة المشروعة التي يجب أن تطرح هي ما السر وراء هذا الانتشار الغير مسبوق للمخدرات في الجهة الشرقية عموما، ووجدة خصوصا، والذي وصل إلى مدارس الأطفال الابتدائية وقد يصل إلى دور الحضانة إذا استمر الوضع على ما هو عليه؟
لماذا هذا الانفجار الرهيب للاجرام بشوارع الجهة الشرقية، حتى أصبحنا في زمن الساموراي الجاهلي، كل يتقلد سيفا دون خوف من رقابة أو قانون؟
لماذا انتشرت هذه الظواهر الشادة في المغرب بشكل لا يتماشى وقيم الإسلامية وعاداته وتقاليده، لماذا تفجرت الأسر المغربية والمجتمع من الداخل، حتى أصبحنا نرى تجار المخدرات يجلسون بجنب الوالي ويفتون في الرعية.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد