صراع الكفاءة والمحسوبية على منصب مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي تضع المعهد على صفيح ساخن

هبة زووم – الرباط
يشهد قطاع البحث الزراعي في المغرب حالة من التوتر والقلق، وذلك بسبب التساؤلات التي أثيرت حول عملية اختيار مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي.
فقد أثار قرار تمديد فترة تقديم الترشيحات دون توضيح الأسباب مخاوف من تدخلات سياسية قد تحرف مسار التعيين لصالح مرشحين لا يمتلكون الكفاءة والخبرة اللازمتين لقيادة هذا المعهد الحيوي.
لطالما كان المعهد الوطني للبحث الزراعي حجر الزاوية في تطوير القطاع الزراعي بالمغرب، حيث يساهم في تطوير التقنيات الزراعية، وتحسين الإنتاجية، والتصدي للتحديات التي تواجه القطاع، مثل التغيرات المناخية ونقص المياه.
وفي ظل هذه الأهمية، فإن اختيار مدير للمعهد ليس أمراً روتينياً، بل هو قرار استراتيجي يؤثر بشكل مباشر على مستقبل الأمن الغذائي للبلاد.
ولكن، يبدو أن الاعتبارات السياسية قد بدأت تتسلل إلى هذا القرار الحساس، حيث أثار قرار تمديد فترة الترشيحات حتى 18 دجنبر، بعد أن كان الموعد النهائي في 12 دجنبر تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الإجراء المفاجئ.. رغم تقدم ثلاثة من أبرز الباحثين والمهندسين العاملين بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بترشيحاتهم في الآجال المحددة.
فهل هناك ضغوطات من لوبيات معينة تسعى إلى فرض مرشح بعينه؟ أم أن هناك رغبة في تأخير عملية التعيين يكون الهدف منها هو تمهيد الطريق لإدخال شخصية بعيدة عن مجال البحث الزراعي لخدمة أجندات سياسية ضيقة؟
إن هذه المخاوف ليست من فراغ، فالمغرب قد شهد في السنوات الأخيرة العديد من التدخلات السياسية في المؤسسات العمومية، مما أدى إلى تراجع كفاءة هذه المؤسسات وتدهور الخدمات المقدمة للمواطنين، ويشكل قطاع البحث الزراعي هدفاً مغرياً لهذه التدخلات، نظراً لأهميته الاقتصادية والاجتماعية.
لا شك أن التدخلات السياسية في اختيار مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي تمثل تهديداً كبيراً لمستقبل هذا المعهد، فبدلاً من التركيز على الكفاءات العلمية والخبرة البحثية، يتم توجيه الأنظار نحو الولاءات الحزبية والاعتبارات الشخصية.
هذا التوجه من شأنه أن يعطل مسيرة البحث العلمي، ويؤدي إلى هجرة الكفاءات، ويقوض الثقة في المؤسسة البحثية.. فكيف يمكن للباحث أن يقدم أفضل ما لديه إذا كان يعلم أن نجاحه مرتبط بمحسوبيات لا علاقة لها بجهوده العلمية؟
اليوم، يمكن القول أن اختيار مدير للمعهد الوطني للبحث الزراعي لا يقتصر على مجرد اختيار اسم، بل هو قرار استراتيجي يؤثر بشكل مباشر على مستقبل الأمن الغذائي للبلاد.. فالمرشح المثالي يجب أن يكون باحثاً متمرساً، وقائداً حازماً، ورؤيوياً قادراً على توجيه دفة المعهد نحو آفاق جديدة، فهل ستتمكن لجنة الاختيار من اختيار الشخص المناسب الذي يجمع بين هذه الصفات النادرة؟ خصوصا وأننا أمام غضب واضخ للباحثين وأطر المعهد الوطني للبحث الزراعي، الذين يؤكدون على استعدادهم القيام بوقفات احتجاجية إن تم إنزال مدير دون كفاءة او غير ذلك؟؟؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد