هبة زووم – الرشيدية
يطرح غياب قسم الإعلام و التواصل بولاية درعة تافيلالات بعض الإشكالات، في زمن التحولات السياسية والاجتماعية العميقة التي تشهدها الجهة، يُنتظر من الصحافة أن تكون أداة لإيضاح الحقائق ونقل الأحداث بموضوعية وحياد.
كثرت في الآونة الأخيرة الانتقادات الموجهة للمسؤولين بإقليم الراشيدية بخصــوص علاقاتهم بوسائل الإعلام، وعدم القدرة على التواصل الفعال معها، سواء بشكل مؤسساتي كما هو الحال بإدارات أخرى بالإقليم، أو بشكل شخصـي مع المراسلين الذين يتوفرون على اعتمادات رسميـــة من مؤسسات إعلامية.
واقع الحال يؤكد أن هناك فجوة واضحة بين المسؤولين بعمالة الراشيدية والصحافة في غياب مخاطب رسمي يمكن التعامل معه بحثا عن المعلومة لنقلها إلى القراء، تغديها بعض التصرفات لمسؤولين بالعمالة من خلال تكتمهم و تعاملهم مع حملة الهواتف النقالة وأصحاب الصفحات الفايسبوكية الذي أصبح كل من هب وذب يقوم بإحداثها بالفضاء الأزرق والذين تتم الاستعانة بهم لنقل أنشطة العمالة أو التطبيل لها بمواقع التواصل الاجتماعـي ونشر الأخبار والمعلومات المعلبة “الدعائية” التي ترسلها لهم على مقاس خاص.
وهنا ندق ناقوس الخطر حول هذا السلوك الذي يتناقض شكلا ومضمونا مع مساعي الدولة المغربية لمأسسة الاعلام في احترام للقوانين، والخطر يكمن هنا في قيام العمالة وهي مؤسسة محورية بالاقليم وهي الممثل الرسمي للحكومة!!!
اليوم، الجميع يعلم أن هناك جهات داخل عمالة الرشيدية تضع نفسها وصية على كل صغيرة وكبيرة داخل الإقليم ولا تريد أن ترينا إلا ما ترى هي، وأنها تحاول دائما ضرب تحركات المسؤول الأول بالإقليم، في شخص الوالي سعيد زنيبر اليوم، في مقتل ووضعها خارج دائرة الضوء.
اليوم، يمكن القول وبكل ثقة أن فشل التواصل الفعال بين المسؤولين والصحافة قد يؤدي إلى لجوء الصحفيين إلى مصادر غير جديرة بالثقة للحصول على المعلومات، ومن هنا تتزايد الشائعات والأخبار المغرضة والكاذبة والمضللة.
وهو ما قد يلحق بالمجتمع أضرارا كبيرة، ويهز الثقة، لذلك فإن إصلاح هذه العلاقة وعلاج الخلل فيها يجب أن يكون أولوية لدى كل المؤسسات الرسمية و عمالة الراشيدية كواحدة من هذه المؤسسات ليس من مصلحتها التكتم على المعلومة و الاستمرار في علاقة التشنج مع وسائل الإعلام بالإقليم؟؟؟
في الختام، فإن غياب التواصل الفعال بين الإدارة والصحافة في إقليم الراشيدية يمثل تهديدًا حقيقيًا لعملية التنمية الشاملة، ويؤثر سلبًا على صورة الإقليم.. لذلك، فإن معالجة هذه الأزمة تتطلب إرادة سياسية قوية والتزامًا حقيقيًا بتحقيق الشفافية والوضوح في التعامل مع الرأي العام.

تعليقات الزوار