هبة زووم – إلياس الراشدي
تعيش مدينة مراكش حالة من الفوضى المستمرة واحتلال الملك العمومي بشكل غير مسبوق، حيث أضحى هذا الواقع جزءًا من حياة المدينة، في ظل غياب أي رقابة فعلية من السلطات المحلية.
صور ملتقطة في قلب المدينة يوم الأحد 26 يناير 2025 تظهر مدى الاستهانة بالأرصفة والشوارع العامة التي أصبحت تعج بالباعة الذين يواصلون احتلالها دون أي رادع.
التجار لم يعدوا يقتصرون على احتلال الأرصفة فحسب، بل أصبحوا يتركون فرشاتهم في الشوارع دون أن يبالوا بجمعها أو إعادة النظام إلى أماكنها.
وكأن هذه الفضاءات العامة أصبحت ملكًا لهم، في غياب تام للتدخل من قبل السلطات المختصة، ما أدى إلى تحول الشوارع الرئيسية في قلب المدينة إلى أسواق عشوائية وفوضوية، حيث تجد كراريس لبيع الخضر والفواكه وسط الأزقة والشوارع المزدحمة.
ويزداد الوضع سوءًا في ظل استمرار هذا التراخي من قبل المسؤولين المحليين، مما يعكس تراجعًا واضحًا في جهود السلطات لضبط النظام في المدينة.
مراكش، التي كانت تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم، باتت اليوم مهددة بفقدان هويتها الجمالية، حيث تتجه بسرعة نحو الفوضى والعشوائية، مما يثير القلق حول مستقبلها.
المؤسف أن هذه الفوضى تأتي في وقت حساس مع بداية سنة 2025، وهو ما يجعل الأسئلة تتضاعف حول غياب الرقابة والتخطيط الكافي من طرف المسؤولين المحليين، وعلى رأسهم الوالي شوراق، الذي يُنتقد لعدم اتخاذ الإجراءات الصارمة لمعالجة هذه الظاهرة.
ولا تقتصر الفوضى على الجانب التجاري فحسب، بل تمتد لتشمل قضايا أخرى مثل استغلال بعض الأشخاص، ومن بينهم أحد بارونات المخدرات ومالك للنوادي الليلية، الذي يدعي علاقاته بالمرأة القوية لمدينة سبعة رجال، ويواصل العبث في هذا الفضاء الجميل، ما يزيد من تعقيد الوضع ويعزز المخاوف من أن تتحول مراكش إلى مدينة تفتقد لمقومات النظام والرقابة.
أمام هذا الوضع، يبقى السؤال مطروحًا: إلى متى ستظل مراكش تدفع ثمن الإهمال والتراخي؟ ومن المسؤول عن وقف هذا التدهور الذي يهدد سمعة المدينة وجودتها كوجهة سياحية؟