إعفاء المدير الإقليمي للتربية الوطنية بالرشيدية: تساؤلات حول توقيت القرار وتأثيراته على قطاع التعليم
هبة زووم – محمد خطاري
أثار قرار إعفاء المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي بالرشيدية، مصطفى الهاشمي، حالة من الاستغراب والدهشة في الأوساط التربوية بالإقليم.
فلم يكن أحد يتوقع هذا القرار، حتى أكثر المتشائمين، خاصة في ظل السمعة الطيبة التي اكتسبها الرجل بفضل الجهود التي بذلها لتحسين الوضع التعليمي بالمنطقة.
فقد كان الهاشمي معروفًا بتعامله الجيد مع جميع الفئات التربوية، وعلاقته المتميزة مع مختلف الأطر الإدارية والتربوية، ما جعل منه شخصية محبوبة وموثوقة في الإقليم.
أزمة قطاع التعليم قبل تولي الهاشمي
لم يكن الوضع التربوي في الرشيدية مستقرًا قبل أن يتولى الهاشمي منصبه، فقد شهد القطاع العديد من الاضطرابات التي استمرت لعقد من الزمن.
ففي عهد المدير الإقليمي السابق، الغزوي، تعرض القطاع لعدة إضرابات واحتجاجات غير مسبوقة من قبل جميع فئات التعليم، من مدرسين ومديرين ومفتشين، بالإضافة إلى أطر التوجيه والتخطيط.
هذه الاحتجاجات كانت تعبيرًا عن التظلمات والمعاناة التي عاشها العاملون في القطاع، والتي وصلت إلى ذروتها بمطالبة النقابات بإعفاء المدير السابق. ومع ذلك، لم تلقَ هذه المطالب أي استجابة، وهو ما أضاف المزيد من التوتر على الساحة التربوية.
الهاشمي يعيد الاستقرار للقطاع
بمجرد تولي مصطفى الهاشمي منصب المدير الإقليمي، بدأ الوضع التربوي في الإقليم في التحسن بشكل ملحوظ. عادت الهدوء إلى المدارس والإدارات التربوية، وسادت بيئة من التعاون بين جميع الأطراف.
وأثمرت هذه الجهود عن نتائج إيجابية على مستوى الأداء التربوي، حيث شهد القطاع تحسنًا كبيرًا في المردودية، ما انعكس على النتائج الوطنية التي كانت مشرفة.
التغييرات التي أتى بها الهاشمي جعلت العديد من الفئات التربوية تقدر جهوده، بدءًا من المعلمين وصولًا إلى الأطر الإدارية وأفراد المراقبة، الذين أشادوا بحسّه التواصلي والإنساني الرفيع.
حس تواصلي وإنساني جعله محبوبًا
تميز الهاشمي في إدارة القطاع بمستوى عالٍ من التواصل والإنسانية، إذ كان دائم الانفتاح على كل الفئات التعليمية، وكان يولي أهمية كبيرة للتفاعل مع هموم الموظفين والتعاون معهم لإيجاد حلول للمشاكل التي قد تطرأ.
هذا الأسلوب جعله يحظى بشعبية كبيرة داخل المؤسسات التعليمية وفي الأوساط الإدارية، حيث عرف عنه جديته في العمل واهتمامه البالغ بتحسين أوضاع العاملين في القطاع.
تساؤلات حول القرار وتأثيراته على القطاع
إعفاء مصطفى الهاشمي يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار، خاصة في ظل الإنجازات الكبيرة التي حققها خلال فترة توليه المسؤولية.
فكيف يمكن تفسير هذا القرار في ضوء النجاح الذي حققه القطاع في عهده؟ وما هي العواقب التي قد تترتب على تغييره في الوقت الذي كان فيه التعليم يشهد استقرارًا نسبيًا؟
ومن المؤكد أن القرار سيترك تأثيرات ملحوظة على الجسم التربوي بالإقليم، وقد يفتح الباب أمام مزيد من التوترات، خاصة في ظل الأزمة التي عرفها القطاع في السابق.
اليوم، يمكن الجزم أن إعفاء المدير الإقليمي مصطفى الهاشمي يظل حدثًا مفاجئًا في السياق التربوي بالإقليم، ويثير العديد من التساؤلات حول الأسباب والدوافع وراء هذا القرار، خاصة وأنه كان قد نجح في إعادة الاستقرار للقطاع وتحقيق نتائج مشرفة.
ويبقى أن نترقب تداعيات هذا القرار على مستوى المردودية التعليمية في الإقليم، والآثار التي قد تترتب على تغيير إدارة هذا القطاع الحيوي.