اكتشاف النفق السري بين سبتة والمغرب: تطورات جديدة تكشف خيوط شبكات تهريب المخدرات

هبة زووم – حسن لعشير
في تطور جديد في قضية النفق السري الذي تم اكتشافه في منطقة “تاراخال” بمدينة سبتة، تواصل السلطات الأمنية الإسبانية والمغربية تحقيقاتها للكشف عن جميع خيوط شبكة تهريب المخدرات الدولية التي كانت تستخدم هذا النفق لنقل المخدرات بين سبتة والمغرب.
هذا الاكتشاف الذي يثير العديد من التساؤلات حول مستوى التنسيق الأمني بين البلدين، يأتي في وقت حساس بالنسبة للسلطات الإسبانية، التي كانت قد أحبطت العديد من محاولات تهريب المخدرات عبر البحر والبر.
هذا، وقد تم العثور على النفق السري في مستودع بمنطقة “طراخال” قرب مدينة سبتة في 19 فبراير 2025، حيث يمثل النفق، الذي يصل طوله إلى 50 مترًا وعمقه 12 مترًا، خطوة جديدة في أساليب تهريب المخدرات عبر الحدود المغربية الإسبانية.
وكشفت التحقيقات الأولية عن ارتباط هذا النفق بشبكة إجرامية دولية متخصصة في تهريب المخدرات، خاصة الكوكايين، حيث تم ضبط 700 كيلوغرام من المخدرات مخبأة في مستودعات المنطقة المجاورة للمغرب، مما يزيد من تعقيد القضية.
وحسب تقرير نشرته الصحافة الإسبانية، تم القبض على 35 شخصًا على الأقل في إطار عمليات تفكيك شبكة تهريب المخدرات، بينهم موظفون من الحرس المدني الإسباني.
وأحدث التطورات تشير إلى أن التحقيقات قد كشفت عن تورط مسؤولين في هذه الشبكات، إذ تم اعتقال فردين من العصابة المرتبطة بالبرلماني المغربي-الإسباني الذي تم توقيفه في وقت سابق، ومن بين الموقوفين، يبرز شخصان من مغاربة سبتة، هما “ح” المعروف بلقب “الشاقور” و”ع”، وهو أحد الأشخاص المقيمين في سبتة والذي يمتلك عقارات في الفنيدق.
هذا، وأظهرت التحقيقات أن الموقوفين كانا يشغلان أدوارًا قيادية في الشبكة التي يُعتقد أنها كانت تستخدم النفق في عمليات تهريب المخدرات بين سبتة والمغرب.
وتعود أهمية اكتشاف هذا النفق إلى كونه حلقة وصل بين شبكات متعددة لتهريب المخدرات التي تعمل عبر الحدود، فالنفق يُعد وسيلة متطورة لتهريب المخدرات، ويعكس تطور أساليب تهريب المخدرات التي كانت تعتمد سابقًا على وسائل تقليدية مثل القوارب السريعة والشاحنات، كما أنه (النفق) يتيح تهريب المخدرات بأمان ودون لفت الانتباه، مما يُعتبر تهديدًا كبيرًا للأمن الإقليمي في المنطقة.
وبالرغم من أن الاكتشاف تم على الجانب الإسباني، فإن التحقيقات في هذا النفق لا تقتصر فقط على إسبانيا، فالسلطات المغربية أيضًا بصدد إجراء تحقيقاتها للكشف عن منفذ النفق على التراب الوطني.
وقد ظهرت صور إعلامية تُظهر انتشار قوات الدرك الملكي والوقاية المدنية في المنطقة المحيطة بالوادي التي يُحتمل أن يكون النفق قد وصل إليها.
وتعمل السلطات المغربية على تفتيش المنازل القريبة من المنطقة الصناعية في طراخال، بالإضافة إلى المستودعات، للبحث عن أي منشآت قد تكون استخدمت كمخازن لتهريب المخدرات.
وتواجه السلطات الإسبانية والمغربية تحديات كبيرة في التحقيقات الجارية، حيث توقف فريق مختص من الحرس المدني الإسباني في متابعة الأبحاث نتيجة للأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة.
في المقابل، توسع التحقيقات المغربية لتشمل جميع المناطق المحيطة بنقطة منفذ النفق المحتمل، إذ تشير بعض التقارير إلى أن النفق لم يكن عملًا عشوائيًا بل تطلب تخطيطًا دقيقًا وموارد كبيرة للحفر والتجهيز.
وفي ظل هذا الاكتشاف، تطرح الصحافة الإسبانية تساؤلات حول كيفية حفر نفق بهذا الحجم على الحدود المغربية دون أن تتمكن السلطات المغربية أو الإسبانية من اكتشافه في وقت مبكر.
ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات في الأيام المقبلة لتكشف عن المزيد من التفاصيل حول كيفية بناء النفق ومن هم المتورطون في هذا النشاط الإجرامي.
التحقيقات قد تساهم في الكشف عن شبكات أخرى تستخدم هذه الوسائل المتطورة لتهريب المخدرات بين الضفتين، وإذا تم تحديد الأطراف المتورطة في حفر النفق على التراب المغربي، فإن هذا قد يفتح بابًا جديدًا لفهم أعمق حول شبكات تهريب المخدرات في المنطقة.
ويمثل اكتشاف النفق السري في سبتة ضربة قوية لشبكات تهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا، حيث أن التحقيقات الجارية ستكشف المزيد من التفاصيل، ولكن التحديات التي تواجهها السلطات في متابعة هذه الشبكات تظل كبيرة، خاصة في ظل استخدام أساليب متطورة مثل الأنفاق السرية.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد