هبة زووم – الدار البيضاء
شهدت جلسة محاكمة فؤاد اليزيدي، المتهم الرئيسي في قضية ما بات يعرف إعلامياً بـ”إسكوبار الصحراء”، تطورات مثيرة اليوم الجمعة، بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء.
وأبرز هذه التطورات تمثلت في نصب سعيد الناصري، أحد المتهمين الآخرين في الملف، نفسه طرفاً مدنياً في القضية، مؤكداً أنه تضرر مادياً ومعنوياً من تصرفات اليزيدي.
وفي خطوة لافتة، طالب دفاع الناصري، المحامي مبارك المسكيني، بإجراء مواجهة مباشرة بين موكله وفؤاد اليزيدي، إلا أن هيئة الحكم قررت تأجيل البت في هذا الطلب إلى حين الاستماع إلى الناصري بشكل رسمي.
وعلى الرغم من ذلك، سمحت المحكمة للدفاع بطرح مجموعة من الأسئلة على اليزيدي، ركزت بشكل أساسي على تفاصيل بيع شقتين في مشروع السعيدية الساحلي.
بدأ المحامي المسكيني استجواب اليزيدي بمجموعة من الأسئلة التي كشفت عن تفاصيل جديدة حول العلاقة بين المتهمين، حيث سأله: “متى تعرفت على سعيد الناصري؟”، فأجاب اليزيدي بتكرار نفس الرواية التي قدمها سابقاً أمام المحكمة قائلاً: “تعرفت عليه أواخر عام 2013، وعرفني عليه بعيوي”.
ولدى استفساره عن توقيت اللقاء بالضبط، قال اليزيدي إنه لا يتذكر بالتفصيل، معللاً ذلك بأن الحادثة مضى عليها 11 سنة، ثم وجه المحامي سؤالاً آخر: “هل ما زلت متمسكاً بأقوالك أمام الضابطة القضائية؟”، وهنا اعترض دفاع اليزيدي، مؤكداً أن الأقوال الواردة في المحاضر مجرد بيانات أولية.
وتدخل القاضي ليؤكد: “هل تؤكد جوابك أمام المحكمة؟”، فأجاب اليزيدي بنعم، مضيفاً: “ما زلت أقول إن سعيد (الناصري) هو من طلب مني ذلك”.
وعند استفساره عن تاريخ تكليفه ببيع الشقتين، أجاب اليزيدي بأنه كان ذلك خلال صيف عام 2014، وأن الناصري اتصل به هاتفياً بهذا الخصوص.
وأضاف أن اللقاء تم عند كاتبة الموثقة، حيث كان من المقرر أن يبرم عبد الصمد وعبد المولى، وهما الزبونان الراغبان في الشراء، العقود، لكنه أكد أنه اكتشف أثناء هذا اللقاء أن الشقتين مملوكتان لإسكوبار وليس للناصري.
وقال اليزيدي إنه التقى بالناصري وإسكوبار وزنطار وشخص آخر عند الموثقة، وهناك أعطى شيكاً للمالي أمام أنظار الناصري، هنا استفسره المحامي: “كيف أعطيت شيكاً للمالي وأنت تقول إنه كان معلوماً لديك أن الشقتين للناصري؟”، فأجاب اليزيدي بأن المالي نفسه هو من طلب منه الشقة الكبيرة له والصغيرة للناصري، وأن الشيك الذي سلمه كان ضماناً فقط.
وفي مواجهة مباشرة مع القاضي، واجه اليزيدي بأقوال إسكوبار في محضر الشرطة، حيث أكد الأخير أن اليزيدي رافقه مع الناصري إلى مكتب الموثقة لبيع شقتين من الشقق التي اشتراها سابقاً من بعيوي.
رد اليزيدي بأن إسكوبار “يكذب”، مشيراً إلى أن تصريحاته متضاربة، فتارة يقول شقة وتارة أخرى يتحدث عن شقتين، كما أكد أن المالي نفسه هو من طلب منه تسليم شيكاً كضمان للتحفيظ والتسجيل، قبل أن يعاد إليه.
خلال الجلسة، كشف اليزيدي عن تفاصيل مالية جديدة مرتبطة بالقضية. قال إنه أعطى توفيق زنطار، وهو شخص مقرب من إسكوبار، مبلغ 250 ألف درهم بالإضافة إلى شيك باسمه.
وبعد ذلك، أعطى زنطار مبلغاً إضافياً قدره 200 ألف درهم، بينما حصل المالي على 200 ألف درهم أيضاً، وأخيراً، قام بإرسال تحويل بنكي بقيمة 100 ألف درهم لصالح زنطار.
دفاع الناصري أكد أن موكله تعرض لأضرار مادية ومعنوية نتيجة تورط اليزيدي في هذه القضية، وشدد على ضرورة مساءلته بشكل دقيق حول كل التفاصيل المتعلقة بالشقتين.
من جهته، حاول دفاع اليزيدي التشديد على أن بعض التصريحات السابقة كانت مجرد بيانات أولية، ولا يجب أن تُعتبر أدلة قاطعة.
جلسة اليوم كشفت عن تفاصيل جديدة ومثيرة في قضية “إسكوبار الصحراء”، حيث تداخلت الروايات والأدلة المالية لتزيد من تعقيد الملف.
ومع استمرار التحقيقات، يبدو أن القضية ستظل محط اهتمام واسع، خاصة مع المطالب الشعبية بمحاسبة المتورطين وإنزال العقوبات المناسبة.

تعليقات الزوار