محمد الغلوسي يشن هجوماً لاذعاً على الأحزاب وينتقد استغلال حاجة الفقراء كوسيلة لشراء الأصوات الانتخابية

هبة زووم – ياسر الغرابي
في تدوينة قاسية على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، وجه محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، انتقادات لاذعة لبعض الأحزاب السياسية التي تستغل حاجة المواطنين وفقرهم في سياق الانتخابات المقبلة.
الغلوسي أشار إلى أن هذه الأحزاب توزع “الفتات” تحت مسمى الإعانات والدعم والمساعدات، وهو أمر لا يظهر إلا مع اقتراب “حمى الانتخابات”.
ورأى أن هذه المساعدات تشكل فقط جزءاً بسيطاً من الأموال العامة المنهوبة من طرف بعض المسؤولين الذين يستغلون مناصبهم لمراكمة الثروات من خلال الصفقات المشبوهة و”زواج السلطة بالمال”.
ووصف الغلوسي هذا التصرف بـ “عملية ابتزاز” للفقراء، حيث يتم استغلال حاجتهم لشراء أصواتهم وذممهم، مما يسهم في تعميق الفساد واستمرار الريع السياسي.
وأضاف أن هذه المساعدات تهدف إلى تشكيل كتلة انتخابية تدعم الفساد وتزكيه، داعياً إلى ضرورة توزيع عادل للثروات، ورفع الظلم والتفاوت الاجتماعي، مع تجريم الثراء غير المشروع ومحاسبة المفسدين واسترجاع الأموال المنهوبة.
وتزامنت هذه الانتقادات مع فضيحة انفجرت في سيدي إفني، حيث تم رصد شاحنة تابعة لإحدى الجماعات المحلية، التي يرأسها عضو من حزب التجمع الوطني للأحرار، وهي تنزل قفف رمضان أمام منزل عائلة مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة.
هذا التصرف أثار حرجاً كبيراً لوزارة الداخلية، ما دفع عامل سيدي إفني، الحسن صدقي، إلى إصدار دورية تحذر رؤساء الجماعات من استخدام مقدرات الجماعات في الحملات الانتخابية أو استغلالها لمكاسب شخصية.
هذه الحادثة، التي تتزامن مع انتقادات الغلوسي، تبرز مرة أخرى محاولات بعض المسؤولين استغلال المساعدات الاجتماعية في سياق انتخابي ضيق، مما يزيد من تعميق الشكوك حول نزاهة استخدام الأموال العامة في الأغراض السياسية.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد